حمزة عليان:
منذ أكثر من عشرين سنة لم أتخلف يوماً عن حضور أي معرض فني يقيمه «غاليري بوشهري» وفي كل الأنشطة التي يرعاها ويسهر عليها الصديق الفنان التشكيلي يحيى سويلم. مناسبة الحديث ما سمعته عن انتقال الأستاذ يحيى سويلم إلى القاهرة وبدء مرحلة جديدة من مسيرته بافتتاح غاليري خاص يشرف عليه، على أن يظل حضوره قائماً بين الكويت ومصر. رحلته في الكويت تعود إلى سنة 1967 أي بعد 57 عاماً قضاها بيننا، منها 14 عاماً في مجال التدريس، وإقامة معرضين لرسوماته في غاليري سلطان (غازي ونجاة السلطان) عام 1980 والتحاقه بشركة بوشهري عام 1981 التي كان له الدور الفاعل بإنشاء قاعة بوشهري لتشمل المعارض واستضافة الفنانين، إضافة إلى عمله في المجلس الوطني للثقافة وإصداره كتابين «ملامح الفن التشكيلي في الكويت» و«معارض الربيع»، ومساهماته الصحافية في الكتابة عن النقد والفن التشكيلي. هذا الإنسان الشغوف والمحب للفن التشكيلي كان أحد البوابات الشرعية للمعارض الفنية على مستوى الكويت، اهتماماته لم تكن يوماً خارج إطار الفن والثقافة، لذلك علينا ألا نبخس حقه بكلمة وفاء وتكريم لما قدمه وأعطاه. وكم مرة سمعته يشكو «حالة الفقر» التي وصل إليها الفن التشكيلي وغياب الرعاية وتشجيع الرسامين والغاليريات التي تتخصص في العرض، لكنه لم ييأس، بقي صامداً ومواظباً ومشجعاً، لأنه يؤمن بأن الشعوب الحية لا بد أن تنهض من كبوتها، طالما استمررنا في نشر ثقافة الفن وجعل جيل الشباب في صدارة المحبين لهذا النوع من الفنون الجميلة. كان صوته في أروقة الصالونات الثقافية، عالي النبرة، والصدق بالقول «لا يوجد في الكويت نقد تشكيلي» وهذا من وجهة نظره يعتبر كارثة، وهذا الفن لا يتقدم إلا بوجود حركة نقدية موازية. افتتحت قاعة بوشهري للفنون عام 1982 من الفنان الكويتي جواد بوشهري وتسلم الراية والمسؤولية من بعده ابنه الأستاذ محمد بوشهري، وتعد هذه القاعة إحدى نوافذ الكويت المهمة التي تطل على الثقافات العالمية والعربية وتستضيف القاعة في كل موسم نحو عشرة فنانين تقريباً. لا شك أن «غاليري بوشهري» واحد من عدة غاليريات فنية تعرض أعمال فنانين محليين ودوليين نذكر منها: «دار الآثار الإسلامية» التي أسست عام 1983 وتركز على الفنون والثقافة الإسلامية، و«غاليري دار الفنون» أسس عام 1994، و«غاليري السلطان» وهو من الأوائل، ومهتم بالتصوير الفوتوغرافي، و«غاليري قديري»، و«غاليري الفنون الجميلة والفن المعاصر»، و«غاليري فا» و«غاليري أجيال» و«غاليري الحمراء» و«غاليري بيكار» و«غاليري الأفينيوز» حديثاً. الظاهرة اللافتة للنظر، بالرغم من وجود العديد من الغاليريات المتخصصة، فإن الإقبال على شراء اللوحات الفنية أصيب «بحالة ركود» مخيفة نتمنى ألا تطول في وضع كهذا.