أين الكويت على خريطة الأرشيفات والمكتبات؟

  الكاتب:حمزة عليان

  المصدر: جريدة الجريدة

  تاريخ نشر المقال:27/11/2024

حمزة عليان:

إذا تيسر لأي شخص أن يذهب إلى مكتبة عامة في المنطقة التي يسكن فيها لا يحتاج إلى من «يتفلسف عليه» أو يعطيه محاضرة عن تاريخ المكتبات في الكويت أو يبرر له أسباب العزوف عن القراءة. الشكوى من الإهمال صارت ظاهرة عامة، حتى الموظفون الذين يفترض أن يوجدوا في المكان صرنا نفتقدهم، ومن بقي هم عدد من الحراس، هذا ما سمعته من الصديق الدكتور فلاح المديريس، مبدياً تذمره وتخوفه على الواقع المزري الذي وصلت إليه حالة القراءة والمكتبات العامة الموزعة على المحافظات والمناطق، والتي عانت من التبدل في الجهة التي تشرف عليها، مرة وزارة التربية ومرة المجلس الوطني للثقافة، ومرة وزارة الإعلام وهكذا. ونحن في أيام معرض الكتاب وهي مناسبة سعيدة نتمنى أن تنشط أكثر وتتوسع وتستقطب أهم دور النشر العالمية والعربية، لم نكن على مسافة بعيدة عن «مؤتمر الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات»، الذي استضافته سلطنة عمان قبل أسبوعين تقريباً، وكالعادة كان للكويت مشاركة فاعلة من حيث ترؤس جلسات المؤتمر والمداخلات، من أبرزها حضور الصديق د. حسين الأنصاري، مدير جامعة الكويت الأسبق وعضو هيئة التدريس في قسم دراسات المعلومات. تاريخياً كانت الكويت سباقة في عالم الثقافة والصحافة وحتى المكتبات الأهلية الخاصة وإلى ثمانينيات القرن الماضي، لكنها أصيبت بالتكاسل في الوقت الذي تحفزت فيه عواصم خليجية لأخذ هذا الدور، وليس أدل على ذلك من أن مكتبة محمد بن راشد في إمارة دبي على سبيل المثال شكلت علاقة فارقة في عالم المكتبات وتميزها، فقد نجحت بإنتاج الكتب الصوتية متعددة اللغات باستخدام الذكاء الاصطناعي وتم تكريمها بالمناسبة كذلك أكاديمية نسيج للرواد. المختصون والخبراء في مجال المكتبات والمعلومات في العالم العربي ركزوا على الدور القادم والمستقبلي في عصر الرقمنة والتحولات الثقافية السريعة، ولا سيما ما يُعرف بالتفاعل المجتمعي والابتكار التكنولوجي، حيث تواجه المكتبات ومؤسساتها الأرشيف تحديات ليست سهلة أبداً. بلغة الأرقام تضمنت جلسات المؤتمر 54 ورقة علمية وجلسات حوارية موزعة على 13 جلسة كان في طليعتها دور المكتبات في تعزيز الهوية الوطنية وبناء بيئة رقمية تسهم في تعزيز المواطنة. هناك مسؤولية وطنية بلا شك لا يمكن التغاضي عنها، وهي كيف تظل المكتبات والأرشيفات مصادر ملهمة، وحافظة لذاكرة الوطن وداعمة للجيل الرقمي الجديد. لا أدري إلى أي مدى يمكن التعويل على توصيات المؤتمر الخمس والأخذ بها وتحويلها إلى واقع فعلي على الأرض، لكن لا بأس من إيرادها وهي على الشكل التالي! خمس توصيات: 1- ضرورة الاهتمام بالمحتوى العربي الرقمي المرتبط بأفكار الهوية والمواطنة الرقمية، والاستثمار في تقنية الذكاء الاصطناعي في إدارة المحتوى. 2- تشجيع المكتبات ومؤسسات الأرشيف على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في العمليات الفنية وبرامجها وخدماتها المعلوماتية. 3- ضرورة أن تقوم المكتبات ومؤسسات الأرشيف بالتوعية والتعريف بالتشريعات والقوانين في البيئة الرقمية لتعزيز الثقافة والهوية الرقمية. 4- أهمية مشاركة المكتبات ومؤسسات الأرشيف مع الأقسام الأكاديمية في تصميم برامج أكاديمية وتدريبية تؤهل الخريجين في التعامل مع التقنيات الرقمية الحديثة وبناء القدرات والثقافة الرقمية. 5- ضرورة تعزيز المهارات الرقمية، وتعزيز الوعي لاحترام الخصوصية وحماية البيانات الشخصية واحترام القيم الاجتماعية والثقافية.

تعليقات

Facebook
Twitter

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *