اختلاف التفسيرات بين سوريا واسرائيل حول اي من الخطوط تعتمد في موضوع الحدود، تذكرنا بالاجتهادات والاختلافات التي صاحبت قرار مجلس الامن الشهير رقم 242 ‘وأل التعريف’ التي تحولت الى ما يشبه العقدة المستعصية.
التفسير السوري للانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة يعتبر ان خط الرابع من حزيران 1967هو الاساس الذي تعود اليه والمرجعية التي تستند اليها وتطالب بها، لان هذا الخط يضع الحدود السورية على الساحل الشمالي الشرقي لبحيرة طبريا، وعلى امتداد الضفة الشرقية لنهر الاردن بين طبريا والحولة.
اما التفسير الاسرائيلي، فيعتبر ان مرجعيته، هو خط الانتداب لعام 1923، اي مرحلة توزيع الحصص بين فرنسا وانكلترا، وهذا الخط يعطي لاسرائيل، اراضي كانت تتبع لفلسطين، فبحيرة طبريا في هذه الحالة تعود لاسرائيل مع قطاع ساحلي يبلغ عشرة امتار في الربع الشمالي الشرقي من البحيرة ثم من طبريا، وحتى الحولة على مسافة 50 الى 400 متر شرق نهر الاردن، بحيث يقع النهر كله داخل اسرائيل! وفي هذه الحالة، يوفر لها شريط بري على امتداد نهر اليرموك في منطقة الحمة.
وفي اطار التفسيرات، دخلت واشنطن على الخط وحاولت ‘التوفيق’ او ايجاد صيغة وسط، تقوم على ترتيبات امنية مشتركة لدى الطرفين، بحيث تكون مجدية وكافية، وباعتقاد محلليها، انه ليس هناك فرق جوهري بين خط الحدود لعام 1923 وخط الحدود لعام 1948، باعتبار ان الخلاف ينحصر في عشرين كلم!، بينما لا توجد فروق من الناحية الامنية بين حدود 1923 وحدود حزيران 1967!.
وما بين اختلاف التفسيرات تلك، بقي الموقف السوري حازما في هذا الشأن، عندما نقل فاروق الشرع عن الرئيس الاسد قوله الى كلينتون عندما التقاه في جنيف ‘ان اسرائيل تريد السيادة على كامل مياه نهر الاردن وبحيرة طبريا’ وهو ما يمثل تراجعا عن وديعة رابين ورفضا قاطعا من سوريا.
واسرائيل تصر على ان تتنازل سوريا عن (100 ـ 200) متر من الارض التي حددها خط 1923 وان وضع ‘الحدود الدولية’ على مسافة عشرة امتار، شرقي القسم الشمالي الشرقي من بحيرة طبريا سيكون داخل اسرائيل!.
بحيرة طبريا
+++++++++++
تعتبر جزءا من مجرى نهر الاردن.
سميت بهذا الاسم، بعد بناء مدينة طبريا على ساحلها الغربي.
تشبه ‘الاجاصة’ وتأخذ شكلا ‘بيضويا’ غير منتظم.
تبلغ مساحتها 165كلم2، واكبر طول لها 23 كلم واقصى عرض لها 14كلم.
يتدرج انخفاض مستوى سطح مياهها من 209 الى 214 مترا دون مستوى سطح البحر المتوسط، وذلك تبعا للفصول وكمية الامطار السنوية.
تقع اعماق اجزاء البحيرة على مستوى 254 مترا دون سطح البحر.
تتميز بثروتها السمكية وموقعها السياحي وجمال بيئتها الطبيعية.
بالعبرية يطلق عليها اسم ‘بحر الكينيريث’.
تتصل بنهر الاردن عبر ثلاثة منافذ والتي تأتيها كمصادر للمياه من سفح جبل الشيخ (حرمون).
نهر الاردن
++++++++
اطلق عليه في عهد الرومان واليونان اسم ‘وادي اولون’ وفي زمن السيد المسيح اسم ‘ياردن’ وسماه العرب في العصور الوسطى ‘الغور’ بمعنى الوادي الهابط بين الجبال وسموه ايضا ‘بحر الشريعة’ او ‘المشرع’ اي مورد الشرب والاسم الشائع في الوقت الحاضر هو نهر الاردن ويطلق هذا الاسم على النهر من نقطة التقاء منابعه حتى مصبه في البحر الميت.
وبالرغم من صغر نهر الاردن مقارنة مع الانهار الدائمة في منطقة الشرق الاوسط فان مساحة حوضه 43.535كم2 وتشمل اراضي وحدات سياسية متعددة كالاراضي الفلسطينية والاردنية والسورية واللبنانيةِ ويضم حوض نهر الاردن وادي الاردن الممتد من جنوبي لبنان حتى منتصف وادي عربة، ويتراوح عرض النهر ما بين (20 ـ 30) مترا عند نقطة المصبِانخفض منسوب جريان النهر كثيرا وزادت ملوحته بسبب عمليات التحويل الكبيرة التي اقيمت عليه لاغراض الري.