حمزة عليان:
بقيت سورية بحدودها الحالية مدة 25 عاماً تحت الاحتلال الفرنسي (1920 – 1945) إلى أن استقلت بجلاء آخر جندي أجنبي عنها عام 1946 وأصبح هذا اليوم عيداً وطنياً، وأهم رئيس للجمهورية السورية في عهد الانتداب الفرنسي هو السياسي والدبلوماسي محمد علي العابد (1932 – 1936) كان يجيد أربع لغات غير اللغة العربية، عرف عنه ولعه بالأدب الفرنسي والعلوم الاقتصادية. اليوم نشهد فصلاً جديداً في تاريخ سورية بعد السقوط المدوي لحكم حزب البعث وآل الأسد، وبعد أن عرفت عدة انقلابات عسكرية منذ أيام حسني الزعيم إلى الانقلاب على شكري القوتلي وصولاً إلى نورالدين الأتاسي، ومن بعده أحد الخطيب عام 1971، أما حكم آل الأسد فقد استمر أكثر من 53 سنة متصلة! الجولاني انخرط في «منظمات إرهابية» بحسب التصنيف الأميركي الذي لا يزال حتى اليوم، انقطع عنهم قبل عشر سنوات تقريباً، كما هي الروايات المتداولة، لكن النبتة الأيديولوجية التي تشرّب منها طرأ عليها تعديل جديد وبصورة مغايرة عما كانت عليه منذ دخوله مضمار «الجهاديين». أين أحمد الشرع الآن وأين يقف؟ وما مشروع الدولة الذي يحمله أو يأخذ به؟ وأي نموذج يمكن أن يسير عليه وإن كانت المؤشرات تضعه في سلة «النموذج الأردوغاني» المعدّل؟ الأيام والأشهر القادمة ستكشف لنا هذا النموذج المنتظر، فما نراه اليوم قد لا يكون في الغد، لننتظر ونراقب ونرَ.
اقرأ المزيد: https://www.aljarida.com/article/84675