تاريخ عائلة الدبوس كما يرويه ويوثقه أحد أبنائها

حمزة عليان:

كتاب «تاريخ عائلة الدبوس» يأتي في إطار مجموعة كبيرة من الإصدارات التي تناولت تاريخ الأسر والعائلات الكويتية، والتي تهدف بالنهاية إلى توثيق جوانب مهمة من التاريخ الاجتماعي والسياسي للكويت. الدافع للتأليف، كما يقول الأستاذ الجامعي الذي قام بالإعداد والكتابة د. حمود نايف الدبوس، هو «حفظ إرث الآباء والأجداد من عائلة الدبوس، وليكون مرجعاً للأجيال». يحتوي الكتاب على ثمانية عشر فصلاً، إلى جانب قصائد وملاحق تخدم غرض البحث. الأصول وشجرة العائلة سكنت عائلة الدبوس قبل 300 سنة تقريباً في سدير بإمارة نجد، وتحديداً في «عشيرة سدير»، ثم انتقلت إلى منطقة شرق بالكويت في بدايات القرن الثامن عشر، وبعدها إلى منطقة الفحيحيل في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ومازالت مستقرة في هذه المنطقة. يُورد الباحث أن مؤرخ عائلة الدبوس، العم فوزي بدر سلطان الدبوس، قام بعمل شجرة تخص العائلة عام 1995، وبعد عشر سنوات عمل على تحديثها بطبعة ثانية، ثم طبعة ثالثة عام 2024. تبيَّن للمؤلف أن معظم المعارك والأحداث لـ «قبيلة الفضول»، التي تنتمي إليها عائلة الدبوس، حصلت في منطقة سدير، وما حولها من مناطق نجد. شاركت عائلة الدبوس في معارك خاضها أهل الكويت، منها معارك «البريم، النصار 1815، الصريف 1901، هدية 1910، الجهراء 1920»، وغيرها، وكانت لهم أدوار اتسمت بالشجاعة. النواخذة اشتهرت العائلة بالغوص على اللؤلو، وكان منهم نواخذة، ولهم سفن خاصة بهم، وكانت تُبَنْدِر سفنها في منطقة شرق وقت الإقفال، وهناك أسماء عديدة من النواخذة، منهم النوخذة جاسم الثاني بن عبدالله الثاني الدبوس، وخليفة بن عبدالله الدبوس، وآخرون. عرض مجموعة من وثائق الغوص التي تعود للنواخذة من الدبوس من الأحداث المهمة في تاريخ العائلة انتقالها من شرق إلى منطقة الفحيحيل سنة 1897، وأصبح جاسم الدبوس أميراً عليها بطلب من الشيخ مبارك الصباح، لحماية المناطق الجنوبية للكويت. أهم المعالم من أهم معالم منطقة الفحيحيل سور الدبوس، الذي تم بناؤه عام 1921 بعد معركة الجهراء، لحماية المنطقة من هجمات الإخوان، وكذلك «مَسْكَر الدبوس» المخصص لصيد السمك، والمَسْكر عبارة عن حاجز هلالي مقوَّس من الحجارة ملاصق لسيف البحر يحبس الأسماك بداخله بعد انخفاض مستوى مياه البحر، و«نقصة الفحيحيل»، و«بحرة الفحيحيل»، وشارع الدبوس، ومسجد الدبوس، و«عين الدبوس». في الفصل التاسع يسرد معلومات ذات صلة بعائلة الدبوس زمن وجودهم في الفحيحيل، بدءاً من المختارية عام 1961 إلى أول مراقب للبلدية في المنطقة وأول مدير لدائرة الكهرباء عام 1956، وتأسيس نادي نهضة الفحيحيل، ونادي الفحيحيل الرياضي، وجمعية الفحيحيل التعاونية، وديوان الدبوس، ونخوة الدبوس، ووسم إبل الدبوس. وخصص الفصل العاشر للمشاركات في اللجان الحكومية المهمة زمن إعلان الاستقلال وما بعد، منها لجنة تحقيق الجنسية 1964، ولجنة التثمين 1964، ولجنة الإسكان، ومجلس إدارة مركز إعداد القادة الرياضيين، ولجنة تنقيح الدستور 1980، والمجلس الأعلى للتخطيط 1987. المشاركات في مجالس الأمة والبلدي وأفرد فصلاً كاملاً للحديث عن مشاركات شخصيات من عائلة الدبوس في المجلس التأسيسي، ومجلس الأمة، والمجلس البلدي، وغرفة تجارة وصناعة الكويت، وفي المجلس التأسيسي عام 1962 شارك العضو نايف حمد الدبوس فيه، أيضاً في كل مجالس الأمة والبلدي تقريباً. أعطى المؤلف مساحة لا بأس بها للحديث عن دور عائلة الدبوس في مقاومة الاحتلال العراقي عام 1990، مرفقة بوثائق تُظهر دور العائلة البطولي في الدفاع عن الكويت. أورد أيضاً عدداً من المشاريع والخدمات الإنسانية التي قدَّمتها العائلة من بناء المساجد إلى بناء المراكز الدينية، وبناء المراكز الصحية، مع استعراض عدد من الكُتب المعاصرة المتعلقة بأنساب الأسر والقبائل ذكرت عائلة الدبوس، وكذلك وثائق قديمة تتصل بملكيات الأراضي والبيوت للعائلة في الفحيحيل، ووثائق أخرى ذات صلة بحصر الورثة، وأخيراً ديوان قصائد شعراء عائلة الدبوس.