كويت الخمسينات في مرآة الصحافة اللبنانية (1).. شعب الكويت يلتهم لبنان

  الكاتب:حمزة عليان

  المصدر: القبس (الكويت)

  تاريخ نشر المقال:13/04/2000

كويت الخمسينات في مرآة الصحافة اللبنانية (1).. شعب الكويت يلتهم لبنان

كتب حمزة عليان :
كيف كانت صورة الكويت في الخمسينات؟ وماهي اهتمامات الشعب الكويتي والقضايا التي كانت تشغله؟
وكيف بدت احواله بمرآة الصحافة اللبنانية؟
هذا الاستطلاع يجيب عن تلك الاسئلة وغيرها من خلال جولة بانورامية في بعض المطبوعات اللبنانية الصادرة في الخمسينات والزاخرة بنشاطات المد القومي العربي والاحداث السياسية الكويتيةِ

حسين محيى الدين، صحافي لبناني، جاء الى الكويت عام 1957 وكتب تقريرا عن مشاهداته وانطباعاته في مجلة ‘الأحد’ الصادرة بتاريخ 19/5/1957، والتي تحمل الرقم 330 وتحت عنوان ‘شعب الكويت يلتهم لبنان!’ جاء فيه:
‘كنت اعتقد ان اللبنانيين وحدهم مصابون بهوس السياسة، وانهم قد يكونون وحدهم في مقدمة الشعوب ولعا بالبحث عن متاعب السياسة واسبابها!
وحضرت الى الكويت، فوجدت من ينافس اللبنانيين في هذا المجالِ ان هذا البلد العربي، الذي يزيد تعداد سكانه على تعداد سكان دائرة واحدة من دوائر بيروت الانتخابية ‘يلتهم’ كل اسبوع كميات وافرة من المجلات والجرائد العربية والاجنبية، تعادل ثلاثة ارباع الكمية التي تستهلكها بيروتِ
وهذا عائد الى ‘ولع’ المواطن الكويتي، بمسايرة الاحداث العربية والعالميةِ
وقد تمر بتاجر، فتراه يقرأ صحيفة، ويساوم الزبون في آن واحدِِ وتركب السيارة، فتجد الى جانب السائق اكثر من جريدة يومية ومجلة اسبوعية، هذا في الوسط الشعبيِ
اما في اوساط الشباب الواعي المثقف، فانك تجد في انديته كافة الصحف العربية اضافة الى مختلف الكتب التي تبحث في السياسة والاقتصاد والادب والاجتماعِ
وفي دواوين الحكومة، قل ان تجد موظفا لا يشترك في مجلة اسبوعية او جريدة يومية، ان لم يكن مشتركا، فهو لا بد اخذ صحيفته المفضلة من السوق كأية حاجة ضروريةِ
ومن هنا كان اطلاع المواطن الكويتي على احداث السياسة العربية والعالمية، ومسايرته المستمرة لتطوراتهاِ
وقبل وصولي الى الكويت كانت تنطبع في ذاكرتي عشرات الاسئلة لاكثر من موضوع انوي تحقيقه هناِِ كما كانت ‘مفكرتي’ اليومية تحوي العدد الوافر من المناحي التي ارغب البحث فيها والمناقشةِ
وبدلا من ان اوجه الاسئلة التي اريد، وجدت نفسي محاصرا بعشرات الاسئلة التي يبحث المواطنون هنا عن اجابات لها، وكلها يتعلق بسياسة لبنان ـ لبنان الرسمي ـ وموقف حكومة لبنان من الاحداث العربيةِ
والاسئلة التي كانت اكثر ترديدا:
* من هو رئيس الحكومة العملي في لبنان؟ هل هو سامي الصلح ام شارل مالك؟ هل ستوفر الحرية في الانتخابات القادمةِ وهذا معناه التطوع، فيما بعد، بالسياسة التي ارسى قواعدها شارل مالك في لبنان؟ ام ماذا؟
ويتحدثون هنا عن احداث الاردن، ويتهمون ـ لبنان (بمرارة) ـ بانه كان احد الاطراف التي تدخلت في تلك الازمة وشاركت في ذلك الانقلابِ
ويؤيدون هذا الاتهام، بوجود قطع الاسطول السادس الاميركي في مياه بيروت ابان الازمة، وفي الوقت الذي اعلن فيه ‘ولبر براكر’ وزير الجيش الاميركي، بان الولايات المتحدة على استعداد لانزال قواتها في الاردن خلال ايام، لا خلال اسابيعِ وهذا يعني ان اميركا اتخذت مكانها القريب من ساحة المعركة، في المياه اللبنانيةِ
ويشبهون دور لبنان ‘فيما لو قدر لأميركا ان تتدخل’ انه مماثل لدور العراق ابان ازمة قناة السويس، عندما كانت الحبانية قاعدة للطائرات البريطانية التي كانت تقصف بورسعيدِ
وتتردد هنا اتهامات اخطر من ذلك بكثير، وكلها مؤيدة بالمنطق ووقائع الحوادث التي تتابعت خلال الازمة الاردنيةِ
واذا كان وجود بعض قطع الاسطول الاميركي في مرفأ بيروت قد ساعد على بقاء زمام المبادرة في الاردن في يد الولايات المتحدة، فانه من ناحية ثانية كشف عن حقيقة الاتفاق اللبناني ـ الاميركي، وفضح ادعاءات شارل مالك بان الاتفاق المذكور لا يخول الولايات المتحدة حق اتخاذ قاعدة حربية في الاراضي اللبنانية، واذا لم يكن دور مرفأ بيروت خلال الازمة الاردنية، دور القاعدة الحربية، فكيف يكون دور القاعدة اذن؟!
وهنا يقول آخرِِ ان الولايات المتحدة، كان بامكانها ان تستخدم شاطئ اسرائيل لعملياتها الحربية ضد الاردن، ولكنها آثرت شاطئ لبنان كي لا يثير تدخلها من شواطئ اسرائيل المحافل السياسية الدولية، ويصمها بما وصمت به انكلترا وفرنسا عندما استخدمتا الدولة المسخ للاعتداء على مصر، لعلمها ان اتخاذ الشاطئ اللبناني قاعدة للاسطول الاميركي قد يخفف من الحملة التي كان يمكن ان تقوم ضدهاِ
ويعقب هذه الاتهامات، اسئلةِِ اسئلة تنطلق بمرارة وألمِ واكثر ما واجهتني هذه الاسئلة في اوساط الشباب الواعيِِ وحتى من بعض الرجالات الرسميين ايضاِ
* لمصلحة من وقف ويقف لبنان هذا الموقف؟ِِ ومن رسم ويرسم له هذا المخطط السياسي؟ِِ هل كل ذلك من اجل عشرة ملايين دولار؟ِِ ان اميركا تمنح لبنان هذا المبلغ لتجنده ضد الشيوعية الدولية، بينما تمنح اسرائيل 350 مليون دولار لتجندها ضد العربِِ اين مصلحة لبنان في هذا؟
هذه هي الاتهامات والاسئلة التي ترددت على مسمعي بمرارةِِ فأجبت عنها بدوري بمرارة، ولكني غرست الامل في نفوس المتهمين والمتسائلين
+++++++++++++++++++++++++++++++++
الشيخ عبدالله السالم الصباح رفع إسم الكويت إلى الذروة

ان ما يلفت النظر، ذلك الاطراء الذي قيل بحق الكويت في الصحافة اللبنانية، ووضع صورة الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح والتعليق عليها بانه رفع اسم الكويتِ
ففي العاشر من فبراير عام 1957 نقلت الصحافة اللبنانية عن جريدة ‘الكويت اليوم’ وهي الجريدة الرسمية خبرا، جاء نصه كما يلي:
‘تلقينا نسخة من جريدة ‘الكويت اليوم’ وهي الجريدة الرسمية، واذا بها تؤيد مصر بقوة وتهاجم العدوان الاستعماريِِ وهكذا تتضامن الجهات الرسمية في الكويت مع الشعب العربي الكويتي في النضال القومي، فيرتفع اسم الكويت الى الذروة’ِ
ثم تعلق على ذلك الحدث بالقول:
‘تلفتت الدنيا كلها الى الكويت هذا الاسبوع، كأنها لا تصدق ان هذا الشعب الصغير يستطيع ان يفعل ما فعلِ
وهكذا بات الشعب العربي في الكويت والبحرين وقطر في مقدمة صفوف الكفاح الجريءِِ لقد كان النفط مستعبد الشعوب، ولكنه اصبح اليوم محرر الشعوب’ِ
وتكاد لا تخلو صحافة ذلك الزمان من حضور الكويت اما مشاركة بحدث قومي او برأي يخطه احد المواطنين، ففي العدد رقم 308 والصادر بتاريخ 16/12/1956 وتحت زاوية ‘برلمان العرب’ كتب كل من: حمد مبارك، وابراهيم فرحان، من دائرة الكهرباء العامة، رأيا حول حلف بغداد والحريات التي يطبل بها لبنان، يقول:
‘بشوق متأجج ننتظر مجلة ‘الاحد’ لنطالع فيها انباء العروبة الصادقة، والمقالات القومية القيمة، فنصطدم بحذف ‘المقاطع’ وخاصة الحساسة منهاِ
فقد طالعنا في العدد 304 مقالا للاستاذ احمد سويد عن الطاغية نوري السعيد، وفي العدد 305 وجدنا ان مقالة الاستاذ سويد حذفت بكاملها، فاين هي الحرية التي يطبل لها لبنان ويزمر؟
واذا كان لبنان سيحذو حذو العراق، لا سمح الله، فهذا ما لا يرضاه احدِ وبهذه المناسبة اليكم هذه الحادثة التي جرت في مجلس النواب العراقي في الجلسة التي تمت فيها الموافقة على حلف بغداد:
بعد ان انفضت تلك الجلسة وخرج النواب بقي احدهم نائما ودخل احد الخدم لينظف القاعة فاصطدمت ‘المكنسة’ التي كانت في يده برجل النائب النائم فهب واقفا ورافعا يده في وقت واحد وهو يقول: موافقِِ موافقِِ’ِ
++++++++++++++++++++++++++++++++
قصة نقيب الصحافة اللبنانية مع الشيخ صباح السالم

في كتابه الصادر عام 1998، يروي نقيب الصحافة اللبنانية زهير عسيران قصة حدثت له عام 1966، مع الراحل الامير الشيخ صباح السالم الصباح، اثناء زيارته الى بيروت، وفي عهد الرئيس اللبناني شارل حلوِ وردت هذه القصة في كتابه المعنون ‘زهير عسيران يتذكر’ والصادر عن دار النهار للنشر، يقول فيها:
‘يوم انتخبت نقيبا للصحافة قمت مع اعضاء مجلس النقابة عام 1966، بزيارة بروتوكولية تقليدية للرئيس شارل حلو وقدمت المجلس ورجوت ان تتحقق للنقابة في عهده ما لها من مطالب هو مؤهل كصحافي لتحقيقهاِ
استقبلنا فخامته ورحب بنا بحرارة قائلا قولته المشهورة: ‘اهلا بكم في وطنكم الثاني لبنان’ِ ولا انسب هذه المقولة الي او الى غيري، لكن الرئيس حلو كان يفتخر بانه من اسرة الصحافة وانه يعتبر زملاءه، عندما يزورون القصر، انهم في دارهم ـ اي وطنهم الثانيِ المهم ان الجميع ضحكوا طويلا للغمزة اللطيفة وودعناه شاكرين له حفاوته وتكريمه لزملائهِ
ويحضرني الآن ان الرئيس شارل حلو وجه في تلك الايام دعوة رسمية الى امير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح لزيارة لبنان، مع العلم ان الامير كان يصطاف في لبنان وله فيه قصره المعروف، مع ذلك اراد الرئيس حلو ان تكون الزيارة رسمية، زيادة في تكريم الاميرِ وقد اغتنمت الفرصة وزرت فخامته ورجوته، قبل وصول الامير ببضعة ايام، ان يذكرني بالخير عند مجيء سموه واطلعته على السبب الموجب وهو انني مدين للامير بمبلغ من المال، وان الفوائد تتراكم على بنك انترا، لعله يعفيني من هذا العبء الثقيلِ فقال: ‘تكرم يا نقيب’ِ وكانت لي علاقات خاصة مع الرئيس حلو قبل وصوله الى سدة الرئاسةِ وجاء موعد زيارة الامير فانتقل الرئىس الى المطار لاستقباله، وكنت بين المستقبلين بصفتي نقيبا للصحافةِ وبعد استعراض ثلة من الجيش، توقف الرئيس حلو وسأل: ‘اين زهير؟ اريد النقيب عسيران’ِ فتوقف الامير مكانه يريد ان يفهم مغزى هذه اللفتة من الرئيس حلو الذي قال لضيفه: ‘هذا رئيسي يا سمو الشيخ، ويوم تنتهي ولايتي اعود الى الصحافة ويبقى هو نقيب الصحافة رئيسي’ِ لقد كانت لفتة كريمة من الرئيس حلو لا انساهاِ فقد فعلت فعلها لدى سمو الشيخ صباح وعلى النحو الذي كنت اتوقعهِ وكان مني، وانا الى جانب الرئيس نستقبل الامير في المطار، انني لم اجد احسن من القول للضيف الكبير: ‘اهلا بكم في وطنكم الثاني لبنان يا صاحب السمو’ِ
وبعدما استقر الشيخ صباح في مصيفه اقيمت له حفلات تكريمية عدة منها الحفلة التي اقامها سفير الكويت خالد جعفر، وقد اجتمع حول مائدة الامير الرئيس شارل حلو والرئيس صبري حمادة والرئيس عبدالله اليافي وكنت قريبا من هذه الطاولةِ فبعث الي الرئيس حلو باشارة كي انضم اليهم تنبه لها الشيخ صباح وربطها بما حدث في استقباله في المطار، ونام عليها بعض الوقتِ وبعد ايام استدعاني الرئيس حلو وسألني: ‘وين صرنا يا زهير؟ مشي الحال او بعد؟’ قلت: ‘حتى الآن لم تمطر يا فخامة الرئيس’ِ ولكن بعد عودة الامير الى الكويت اتصل بي السيد حسن الخليل، وكيل املاك الامير، فاجتمعت اليه وسلمني رسالة من صاحب السمو تحمل الخير والبركة اذ انني توجهت والسيد الخليل الى بنك انترا واجرينا المعاملة اللازمةِ ولكن كانت اليد قد وضعت على المصرف فتأخر انجاز المعاملة زهاء سنة تقريبا، انما انتهت بعد سنة على خير وكما شاء لها الرئيس حلو ان تنتهيِ
بعد ذلك كان من واجبي ان اتوجه الى الكويت لتقديم شكري للامير، فاستبقاني في ضيافته بضعة ايام، ويوم قررت الرجوع الى لبنان زرته مودعا، ولم ينس ان يحملني تحياته لفخامة الرئيس شارل حلو قائلا: ‘تحياتي له وهو سيعود الى رحاب نقابتكم التي علينا وعلى العرب جميعا ان يذكروا صحافة لبنان بالخير لمواقفها وخدماتها الجليلة لقضايا العربِِ’ِ
++++++++++++++++++++++++++++
تدمير شركة ماكنزي الإستعمارية ردا على العدوان الثلاثي
+++++++++++++++++++++++++

في اطار الرصد للموقف الشعبي الكويتي من العدوان الثلاثي وما يجري فيها من تحركات وتظاهرات شعبية فقد نشرت الصحافة اللبنانية تقريرا عن تلك الحالة بتاريخ 16/12/1956، تصف فيها ما جرى من احداث، لعل اهمها نشر صورة نادرة لمبنى شركة ‘ماكنزي’ وهو مدمر بعد ان جرت محاصرته وادى ذلك الى خسارة قدرت في حينه بحوالي 5 ملايين روبية:
وفي الكويت لم يكن الحماس الشعبي على درجة اقل من وثبة البحرين وقطرِ فبعد التظاهرة الضخمة التي قامت في اليوم الاول، اخذت الهيئات الشعبية تجمع التبرعات فبلغ مجموعها 20 مليون روبية، اي نحو مليون وسبعمائة الف جنيه مصريِ وكذلك نفذت جميع الفئات قرار مقاطعة المؤسسات والبضائع البريطانية والفرنسية، واذا صحت هذه الانباء فان الضائقة الاقتصادية الخانقة في اوروبا ستزداد استفحالا، وكذلك فان ازمة البترول ستزداد شدة في بريطانيا وفرنسا وغربي اوروبا كلهِِ ذلك لان الكمية التي تنتجها الكويت من النفط هي اكبر كمية ينتجها احد اقطار الشرق، فهي اكبر من كمية البترول العراقي واكبر من كمية البترول السعودي!
قصيدة ‘الرضى الصغير’
ولم يكن الحدث العراقي غائبا عن المتابعة من قبل الكتاب والمواطنين الكويتيين ففي العدد رقم 316 بتاريخ 10/2/1957، ذيل شاعر باسم ‘الرضى الصغير’ من الكويت، قصيدته التي يهجو فيها، غازي، ونوري السعيد، تقول القصيدة بعنوان ‘نهاية طاغية’:
ثوري وحقك ان تثوري
يا أمه ‘الغازي’ الغيور
فالفيصل الماضي تكسر
في يد السجان ‘نوري’
لم يبق في يده سلاح
غير بعض من غرور
وسوى زبانية ضعاف
يرتوون من الفجور
و’عجوزه’ الشمطاء باتت
غير مالكة الشعور
هفت العلا لصقورها
ان العلا مهوى الصقور
ودعا العرين اسوده
فتسابقت نحو الثغور
وتأهب الشعب الجريح
يرد عادية المغيرِِِ
فاذا الحمام شريعة
هي للكبير وللصغير
واذا بشائر فوزنا
تنبي عن النصر الكبير
اي امة الغازي وقد
آن الاوان لكي تثوري
وتعلمي السجان ان
السجن اهل بالاجير
هذي قيودك كسريها
تدفعي عار الاسير
ثوري فليس سوى الشباب
يعد للامر الخطير
ثوري كعاصفة القضاء
ويوم شر مستطير
وذري الدماء تطهر
الارض التي نكبت ب’نوري’

الصحافة - لبنان / الكويت - العلاقات الخارجية - لبنان / الكويت - التاريخ / الأحد (مجلة) - لبنان / الكويت - الملوك والحكام / الكويت اليوم (صحيفة) - الكويت / الصحفيون - لبنان / الشعر - الكويت / حرب السويس (1956) / الصحافة - الكويت / الصباح، عبدالله السالم (أمير راحل) / الصباح، صباح السالم (أمير راحل) / عسيران، زهير

تعليقات

Facebook
Twitter

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *