ذهب ديكسون والمري وبقيت «سدرة العشاق» تنتظر من ينقذها • إلى من بيدهم القرار… «نفط الكويت» وهيئتي الزراعة والبيئة: أعيدوا لنا شجرة السدرة
حمزة عليان:
لم يكن يدر بخلدي يوماً أن يعاد الحديث عن شجرة السدرة التي كتبت عنها عام 2009 في صحيفة القبس تحقيقاً كاملاً أعدت فيه أمجاد زمن مضى، وارتبطت سيرتها بشخصين، الأول هارولد ديكسون، والثاني فهيد المري. قبل أيام جرى التواصل مع سيدة كويتية تعمل على إنتاج فيلم تلفزيوني يقوم على فكرة صورة الشجرة (شركة قطاع خاص) مع فريق عمل كامل، ذهبت إلى مقر الشركة وتم تسجيل لقاء معي حول قصتي مع الصورة، ثم بادرت السيدة نورة المانع وأوصلتني بالأخ الدكتور راشد المري والذي يحتفظ بالرواية كاملة. فوجئت بعرض صورة محزنة جداً لشجرة السدرة التي أقدم أحدهم على قطعها وباتت عارية وسط الصحراء لا تقوى على العيش، فسألنا: لماذا جرى التخلص من إرث تاريخي وبيئي له ذكريات جميلة في ذاكرة العديد من أبناء الكويت؟ ولم نعثر على الجواب. لا أدري إذا بقي الجذع منتصباً أم أزيل، لأن الصورة التي التقطها ابن عم الدكتور راشد هو فهيد محمد الحيمر عام 2021 أيام جائحة كورونا عندما ذهب إلى هناك ليتفقدها ويطمئن عليها وإذا بها تبدو يتيمة لا أحد يهتم بها أو يسقيها قطرة ماء أو يعمل على إنقاذها من الموت البطيء. الصورة رآها المعتمد السياسي البريطاني في الكويت (1929 – 1936) هارولد ديكسون في الحلم عام 1937 وتنبأ بوجود نفط بالموقع الذي زرعت فيه. وكان ديكسون محباً للصحراء يذهب إليها بين وقت وآخر وبصحبة والد الدكتور راشد المري وهو المرحوم فهيد محمد الحيمر المري والذي كان يرافقه لحمايته أيام المرحوم الشيخ عبدالله المبارك الصباح، وكانت تلك الصورة التاريخية التي تجمعهما واقفين تحت الشجرة عام 1947، في «بر الصبيحة» قرب منطقة «وارة». قامت علاقة حميمة بين أسرتي ديكسون والمري ولم تنقطع، وكان في كل سنة وفي موسم البر يقصد ديكسون تلك الشجرة ويجلس تحتها لشرب الشاي واستعادة الذكريات. وفي عام 2009 ذهبت برفقة المصور الصحافي مصطفى نجم والدكتور راشد المري وأبنائه إلى موقع تلك الشجرة لالتقاط صور تذكارية وكان عمرها حينها 72 سنة، وحيدة في الصحراء. يا سدرة العشاق.. يا حلوة الأوراق، هي مطلع القصيدة التي غناها شادي الخليج، والسدرة اختارها المرحوم برجس حمود البرجس لتكون عنوان كتابه الذي أصدره، وأعادت نفس الاسم ابنته مها البرجس. وكانت السدرة تحمل اسم أول فيلم سينمائي للمخرج وليد العوضي عن الغزو العراقي.. عزيزة يا السدرة.. من يعيدها إلى الحياة اليوم، شركة نفط الكويت أم هيئة الزراعة أم هيئة البيئة؟