قصة نقيب الصحافة اللبنانية مع الشيخ صباح السالم

  الكاتب:حمزة عليان

  تاريخ نشر المقال:17/03/2021

في كتابه الصادر عام 1998، يروي نقيب الصحافة اللبنانية زهير عسيران قصة حدثت له عام 1966، مع الراحل الامير الشيخ صباح السالم الصباح، اثناء زيارته الى بيروت، وفي عهد الرئيس اللبناني شارل حلوِ وردت هذه القصة في كتابه المعنون ‘زهير عسيران يتذكر’ والصادر عن دار النهار للنشر، يقول فيها:

‘يوم انتخبت نقيبا للصحافة قمت مع اعضاء مجلس النقابة عام 1966، بزيارة بروتوكولية تقليدية للرئيس شارل حلو وقدمت المجلس ورجوت ان تتحقق للنقابة في عهده ما لها من مطالب هو مؤهل كصحافي لتحقيقها.

استقبلنا فخامته ورحب بنا بحرارة قائلا قولته المشهورة: ‘اهلا بكم في وطنكم الثاني لبنان’ِ ولا انسب هذه المقولة الي او الى غيري، لكن الرئيس حلو كان يفتخر بانه من اسرة الصحافة وانه يعتبر زملاءه، عندما يزورون القصر، انهم في دارهم ـ اي وطنهم الثانيِ المهم ان الجميع ضحكوا طويلا للغمزة اللطيفة وودعناه شاكرين له حفاوته وتكريمه لزملائه.

ويحضرني الآن ان الرئيس شارل حلو وجه في تلك الايام دعوة رسمية الى امير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح لزيارة لبنان، مع العلم ان الامير كان يصطاف في لبنان وله فيه قصره المعروف، مع ذلك اراد الرئيس حلو ان تكون الزيارة رسمية، زيادة في تكريم الاميرِ وقد اغتنمت الفرصة وزرت فخامته ورجوته، قبل وصول الامير ببضعة ايام، ان يذكرني بالخير عند مجيء سموه واطلعته على السبب الموجب وهو انني مدين للامير بمبلغ من المال، وان الفوائد تتراكم على بنك انترا، لعله يعفيني من هذا العبء الثقيلِ فقال: ‘تكرم يا نقيب’ِ وكانت لي علاقات خاصة مع الرئيس حلو قبل وصوله الى سدة الرئاسةِ وجاء موعد زيارة الامير فانتقل الرئىس الى المطار لاستقباله، وكنت بين المستقبلين بصفتي نقيبا للصحافةِ وبعد استعراض ثلة من الجيش، توقف الرئيس حلو وسأل: ‘اين زهير؟ اريد النقيب عسيران’ِ فتوقف الامير مكانه يريد ان يفهم مغزى هذه اللفتة من الرئيس حلو الذي قال لضيفه: ‘هذا رئيسي يا سمو الشيخ، ويوم تنتهي ولايتي اعود الى الصحافة ويبقى هو نقيب الصحافة رئيسي’ِ لقد كانت لفتة كريمة من الرئيس حلو لا انساهاِ فقد فعلت فعلها لدى سمو الشيخ صباح وعلى النحو الذي كنت اتوقعهِ وكان مني، وانا الى جانب الرئيس نستقبل الامير في المطار، انني لم اجد احسن من القول للضيف الكبير: ‘اهلا بكم في وطنكم الثاني لبنان يا صاحب السمو’.

وبعدما استقر الشيخ صباح في مصيفه اقيمت له حفلات تكريمية عدة منها الحفلة التي اقامها سفير الكويت خالد جعفر، وقد اجتمع حول مائدة الامير الرئيس شارل حلو والرئيس صبري حمادة والرئيس عبدالله اليافي وكنت قريبا من هذه الطاولةِ فبعث الي الرئيس حلو باشارة كي انضم اليهم تنبه لها الشيخ صباح وربطها بما حدث في استقباله في المطار، ونام عليها بعض الوقتِ وبعد ايام استدعاني الرئيس حلو وسألني: ‘وين صرنا يا زهير؟ مشي الحال او بعد؟’ قلت: ‘حتى الآن لم تمطر يا فخامة الرئيس’ِ ولكن بعد عودة الامير الى الكويت اتصل بي السيد حسن الخليل، وكيل املاك الامير، فاجتمعت اليه وسلمني رسالة من صاحب السمو تحمل الخير والبركة اذ انني توجهت والسيد الخليل الى بنك انترا واجرينا المعاملة اللازمةِ ولكن كانت اليد قد وضعت على المصرف فتأخر انجاز المعاملة زهاء سنة تقريبا، انما انتهت بعد سنة على خير وكما شاء لها الرئيس حلو ان تنتهي.

بعد ذلك كان من واجبي ان اتوجه الى الكويت لتقديم شكري للامير، فاستبقاني في ضيافته بضعة ايام، ويوم قررت الرجوع الى لبنان زرته مودعا، ولم ينس ان يحملني تحياته لفخامة الرئيس شارل حلو قائلا: ‘تحياتي له وهو سيعود الى رحاب نقابتكم التي علينا وعلى العرب جميعا ان يذكروا صحافة لبنان بالخير لمواقفها وخدماتها الجليلة لقضايا العربِِ’.

الكويت - العلاقات الخارجية - لبنان / الصحفيون - لبنان / الكويت - الملوك والحكام / الكويت - التاريخ / الصحافة - الكويت / عسيران، زهير / الصباح، صباح السالم (أمير راحل)

تعليقات

Facebook
Twitter

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *