حمزة عليان:
هناك أسماء ذاع صيتها في العالم العربي ارتبطت بأحداث تاريخية، بحيث صارت ملتصقة بها، لدرجة أنك تتذكر اسم الشخص أكثر من الواقعة التي كان شاهداً عليها… هؤلاء تجمعهم صفة مشتركة، وهي أنهم يعملون في حقل الإعلام، منهم مذيعون ووزراء وصحافيون، ووراء كل واحد منهم قصة ورواية: يونس بحري أعاد ذكراه الصديق أسعد الفارس، وهو مذيع عراقي اشتهر بصوته الجهوري وأدائه من إذاعة حي العرب من برلين أثناء الحرب العالمية الثانية، ومردِّداً عبارته الشهيرة به (هنا برلين حي العرب) كان أعجوبة زمانه بزواجه من عدد من النساء وبالأعمال الجاسوسية التي قام بها أيام حكم هتلر ووزير إعلامه غوبلز. أحمد سعيد، كان صورة طبق الأصل للمرحلة الناصرية خاصة في حرب 5 حزيران (يونيو) 1967 والشعارات المضللة التي أطلقها عن «خسائر العدو» تبين أنها غير صحيحة، وشهرته فاقت شهرة أي مذيع عربي آخر. محمد سعيد الصحاف، وزير إعلام أثناء مرحلة سقوط نظام صدام حسين في حربه مع الأميركيين وتصريحاته التي اتسمت بتعابير مثيرة ومستهجنة وإطلاقه، كلمة «العلوج» على الذين يقاتلون جيش العراق مثل «الأوغاد» الذين سيطاردهم حتى لندن! والقادة الأميركيين الذين يستحقون الضرب بالأحذية، والذين سنركلهم بأرجلنا، إلى ما هنالك من مفردات متدنية المستوى حتى قبل أنه صاحب أكبر قاموس للشتائم! حسن صبرا واحد من الإعلاميين اللبنانيين والعرب وصاحب مجلة «الشراع» يشار إلى اسمه بفضيحة (إيران–غيت) أو (كونترا– غيت) التي ظهرت أثناء الحرب العراقية الإيرانية… تلك الفضيحة المدوية للنظام الإيراني تحولت إلى لغز والسؤال عمن كان وراءها، وكيف جرى تسريبها إلى الصحافة اللبنانية. يقال إن رجل مخابرات سورياً محترفاً كان وراء القصة بعد أن وصلت إليه معلومات عن صفقة إيرانية– أميركية قام بعرض المعلومات على عدد من أصحاب الصحف اللبنانية، ومنها «النهار» و«السفير» ومجلة «الأفكار» لكنهم رفضوا النشر ما عدا صاحب مجلة «الشراع» التي أدت به وبمجلته إلى أن يكون محل اهتمام وسمعة دوليين، وتعرض بعدها إلى محاولات اغتيال نجا منها، بعدها هرب إلى مصر ثم عاد إلى بيروت. بوب وودورد، صحافي تحقيقات أميركي عمل في صحيفة «واشنطن بوست» كان وراء نشر فضيحة «ووترغيت» التي دفعت بالرئيس ريتشارد نيكسون إلى الاستقالة عام 1974 والبعض أطلق عليه وصف «حامل مفاتيح البيت الأبيض» تحول إلى أشهر صحافي في العالم ربطاً بأكبر فضيحة سياسية تشهدها أميركا، الواقعة حصلت عام 1972 أثناء معركة التجديد النصفي لمنصب الرئاسة اتهم فيها نيكسون بالتجسس على مكاتب الحزب الديموقراطي في مبنى «ووترغيت» أدت بعد الكشف عنها إلى استقالة الرئيس نيكسون عام 1974 ومحاكمته فيما بعد.