حمزة عليان:
قبل أن تدوسه الجرافات، ثمة حاجة لمناشدة من بيده الأمر، إحفظوا هذا التراث وحافظوا عليه، فالبيت الكويتي القديم، لم يعد له وجود بعد أن دخلت عمارة الإسمنت والحجر على الخط وجرفت معها بيوت الطين ومنازل الجيل الثاني من البيوت الكويتية.
ذهبت وبرفقة الصديق والشاب الكويتي النشط جداً في مجالات العمل التطوعي والإجتماعي، محمد المعتوق العسلاوي، إلى الفيحاء، القطعة الثانية لنلتقي مع السيد على عبدالرحمن الحسينان، وله فيه ذكريات لا تنسى، فهنا جرت مراسم زواجه وكما تسمى “الجلوة” أي “اليلوة” وهي من الليالي التي تسبق ليلة الزواج مباشرة، يقيمها الناس في منازلهم وداخل الحوش تتسع للمدعوين والضيوف قبل أن تعرف الكويت صالات الأفراح.
هذا البيت يحتل موقعاً إستراتيجيا مفتوح على الشارع وأمامه براحة واسعة، يشبه بحالته تقريباً الدواوين التي صمدت وبقيت على البحر.
زوار “بيت الحسينان” أو “قصر الحسينان” كما يسميه البعض بات مقصداً لطلاب العمارة الهندسية والراغبين بالتمتع بتلك البيئة التي إفتقدوها، بيت كويتي قديم يحتضن كل أبناء الأسرة، وبأجواء طبيعية وصحية، بدل أن يتعرفوا عليه من خلال الكتب الدراسية.
عمر البيت اليوم 66 سنة، تم تصنيفه من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب “كمبنى تاريخي من الدرجة الثالثة” لكنهم لم يقدموا على أي خطوة بعدها، لتسجيله في السجل الوطني للمباني التاريخية ومخاطبة قطاع شؤون أملاك الدولة من أجل إستملاكه والحفاظ عليه، بل ذهب التصنيف بأدراج الرياح.
ناشدت الجمعية الكويتية للتراث الجهات الرسمية بتملك وشراء “بيت الحسينان” لتحويله إلى بيت تراثي نموذجي للعائلة الكويتية عوضاً عن هدمه أو بيعه بالسوق التجاري، لكن لا حياة لمن تنادي.
بحسرة يتحدث على عبدالرحمن الحسينان، عن بيت كويتي صار مقصداً لتصوير المسلسلات التاريخية. ومن الجيل الثاني ومبنى على الطراز القديم “حوش، ليوان ، بركة مياه، غرفة على السطح للصيف، فضاء مفتوح”، تراه منذ العام 2013 مهجوراً بإنتظار من يرأف بحاله وينقذه من هدير الجرافات التي أكلت بيوت وأسواق ومنازل تراثية لتستبدلها بحضارة الحديد والإسمنت والأبراج، بل وببناء قرى تراثية كلفت الملايين، هي أشبه بأشكال إصطناعية ليس فيها روح أو حياة حقيقية .
بني البيت عام 1958 على يد إبراهيم صالح السبيعي، من سكان منطقة الفيحاء، وهو لسيدة كويتية تدعى غالية الصومالي، إنتقلت ملكيته إلى عبدالرحمن علي الحسينان عام 1967 بعدما إشتراه من الورثة توفى عام 1980، ثم أعاد شراءه إبنه عبدالرحمن علي الحسينان علماً أن للأسرة قصر الحسينان” في “جنوبية السدير” إضافة إلى ديوان في “حوطة السدير”.