حمزة عليان:
يورد د. إبراهيم نتو في مقدمة كتابه أن كلمة «طز» حظيت بإجماع عربي على عروبيتها، وهي ليست كذلك، ومعناها الأصلي هو الملح في التركية (Tuz). لم يلتفت الباحثون إلى أثر اللغة العربية على «التركية»، وكان تركيزهم على الأثر التركي على العرب، وبالتالي على الثقافة العربية. وجاء د. إبراهيم نتّو، ليضع «النقاط على الظروف» لا «الحروف»، وينتج كتاباً يسلّط فيه الضوء على هذا التفاعل وحجمه على اللغة التركية… و«النقاط على الظروف» هو أحدث إصدارات الزميل د. بلال صنديد، الذي نبارك له هذا الكتاب، وقد كان موفقاً باختياره للعنوان. موضوع تركيا والعرب كان ولا يزال من الملفات المفتوحة والمُشرعة، التي تلقى صداها على مستوى النخب والرأي العام. د. إبراهيم عباس نتّو، عميد سابق بجامعة البترول في المملكة العربية السعودية، وله العديد من المؤلفات التربوية، نظراً لخبراته الطويلة في السعودية والبحرين. وقد خاض تجربة فريدة بحياته العلمية، فبعد عدة سفرات إلى إسطنبول وأجزاء من تركيا، لاحظ أن عدداً من المفردات التركية يشبه «العربية»، وأن نطقها كان شائعاً وطبيعياً ومستخدماً بوضوح انسيابي في المجتمع التركي. وبعد زيارات متكررة واستقصائية لكلمات تركية وكتابته عدة مقالات ومعرفته بكلمات تركية دخلت العربية واستقرت في الحجاز منذ مئات السنين، مثل «سوبيا» و«شكشوكة» و»كراكول»، (أي كركون)، و«كوزي» (أي قوزي)، من أجل هذا كان كتابة «مفردات عربية في اللغة التركية». وسعى المؤلف إلى التقريب بين العرب والأتراك، بعد أن تماوجت وتفاعلت العلاقات على مدار ألف عام، وكان من أوضحها تأثّر الأتراك باللغة العربية، بعد أن دختلها مئات الكلمات ونمت، إلى أن بدأ تلاقح التركية مع لغات أوروبا. ويوضح د. إبراهيم أن الأتراك احتفظوا بكثير من المفردات العربية، وتعاملوا معها على أنها كلمات «عثمانية»! وفي صيف عام 2020، وأثناء سفرته إلى إسطنبول، جمع مفردات عربية استقرت في اللغة التركية، ووصل عددها إلى أكثر من ألف كلمة. ويؤكد المؤلف أن هدفه المباشر هو التقريب بين الثقافتين وتعريف السياح بذلك، في المقابل تجمعت عنده، عبر السنين، مجموعة من الكلمات التركية وصلت إلى الديار العربية. كما يورد في مقدمة كتابه أن كلمة «طز» حظيت بإجماع عربي على عروبيتها، وهي ليست كذلك، ومعناها الأصلي هو الملح في التركية (Tuz). معظم الكلمات التركية التي دخلت العالم العربي تركزت حول السلطة والجهاز الأمني، كلمة «أودا» أي حجرة، (غرفة)، ونطقها العرب «أوضة» و«كمرك»، واستقرت عندنا. ظهر للمؤلف الانتشار الخاطئ لكلمة شاورما (جاورما التركية)، وهي اجتزار من كوزو – جاورما، واعتبرناها تعني الشواء، بينما تعني شواء اللحم بالدوران. ويذكر 10 أسماء عربية صارت تركية، منها: عصمت وميرفت وعزت ونجدت ونشأت وسفوت.