الأب الروحي للصحافة الاستقصائية في العالم ومفجر «ووترغيت» في أحدث الكتب الحرب.. أسرار بوب ودورد عن الحرب الأوكرانية و«طوفان الأقصى» وصف سلفه ترامب بـ «الأحمق»: خرج عن السيطرة وإقناعه غير مُجدٍ… نحن في مدينة الجنون
بوب ودورد، «بطل» فضيحة ووترغيت 1972 التي أدت إلى استقالة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون من منصبه، يعدّ الأب الروحي للصحافة الاستقصائية، لذلك كان وزميله الصحافي كارل بيرنشتاين من أهم وأشهر الصحافيين الأميركيين، الذين كان لهم الفضل بنيل جريدة الواشنطن بوست جائزة بولتزر للصحافة عام 1973. كتابه الجديد الذي يحمل رقم 23، وجاء بعنوان «الحرب» أثار جدلاً واهتماما واسعين على مستوى العالم بعد صدوره أخيرا لتناوله «الحرب الأوكرانية و«طوفان الأقصى»، ونشره محاضر ووثائق سرية، واعداً القراء بعمل كتاب آخر عندما تنتهي الحرب. أصدر 3 كتب عن دونالد ترامب أثناء توليه الرئاسة، وهي «الخوف» 2018 و«الغضب» 2020 و«الخطر» 2022، حققت المركز الأول في قائمة أفضل الكتب. وعندما التقاه مرة طلب منه أن يطلعه وزميله على إحدى صفقاته العقارية، قال ترامب فوراً: «لا أستطيع أن أخبرك ما هو، لأن الغريزة أهم بكثير من أي عنصر آخر إذا كانت لديك الغرائز الصحيحة، وأسوأ الصفقات التي قمت بها كانت عندما لم أتبع غرائزي، وأفضل الصفقات التي قمت بها كانت عندما اتبعت غرائزي، ولم أستمع إلى جميع الأشخاص الذين قالوا: لا توجد طريقة تنجح بها». في الكتاب دراسة نفسية كاملة لرجل يوصف بأنه «ملك العقارات» في مانهاتن كان عمره 42 عاماً، لم يكن من المتوقع أن يصبح رئيساً أو شخصية سياسية. نستعرض في هذه الحلقات مقتطفات من الكتاب تخصّ حرب «طوفان الأقصى» والحرب الروسية- الأوكرانية، ونورد الأوصاف المستخدمة والمسميات، كما جاءت في كتاب المؤلف وعلى لسانه. في هذا الصدد، يوضح المؤلف للقراء أنه أجرى المقابلات، وفقاً لقاعدة الصحافة المعروفة بـ«الخلفية العميقة»، وهذا يعني استخدام جميع المعلومات دون ذكر اسم قائلها، وقد رفض الرئيسان بايدن وترامب إجراء مقابلات لهذا الكتاب. يعتقد المؤلف أن الرئيس بايدن وفريقه سيتم دراستهم في التاريخ كنموذج «للقيادة الهادئة والهادفة»، ولذلك كان هذا الكتاب الخاص بالرئيس بايدن تجربة مختلفة حيث منحه الوقوف على الجهود التي بذلها الرئيس وفريقه لاستخدام أدوات السلطة التنفيذية بمسؤولية وبما يخدم المصلحة الوطنية. يظهر كتاب «الحرب» الطرق التقليدية الجديدة التي استخدمها بايدن وفريقه لتطوير سياسة خارجية قائمة على المعلومات الاستخباراتية لتحذير العالم من أن الحرب قادمة في أوكرانيا ولتزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها ضد روسيا، ومحاولة تهدئة التصعيد في حرب إسرائيل وغزة. فصول الكتاب عبارة عن أرقام لها دلالاتها ومعانيها تبدأ بـ «واحد بعد خمسة وثلاثين عاماً» ثم «اثنان»، و«ثلاثة»، إلى أن يصل إلى «سبعة وسبعين» وتحت كل رقم قصة وحكاية. في كتابي «القادة»، الذي تناولت فيه حرب الخليج الأولى عام 1991، كتبت: القرار بالدخول في حرب هو قرار يحدد هوية الأمة، سواء أمام العالم أو وربما الأهم، أمام نفسها، لا يوجد عمل أكثر جدية بالنسبة للحكومة الوطنية، ولا يوجد معيار أدق للقيادة الوطنية. هذا الكتاب «الحرب»، يعرض الجهود والقرارات التي تم اتخاذها لمحاولة منع الحرب، وعندما وقعت الحروب، لتجنّب التصعيد. اليوم، كما في الماضي، أعتقد أن قرارات الحروب تحدد قادة الأمم، الوفيات العسكرية الأميركية في فيتنام بلغت 52.880، لقد كانت حرب فيتنام حدثا ضخما لجيل بايدن، جيلي، لم يشارك بايدن في الحرب، ولم يحتج ضدها، بصفته سيناتورا، كان يقول مرارا وتكرارًا إنها كانت مجرد «سياسة سيئة».