في اطار الرصد للموقف الشعبي الكويتي من العدوان الثلاثي وما يجري فيها من تحركات وتظاهرات شعبية فقد نشرت الصحافة اللبنانية تقريرا عن تلك الحالة بتاريخ 16/12/1956، تصف فيها ما جرى من احداث، لعل اهمها نشر صورة نادرة لمبنى شركة ‘ماكنزي’ وهو مدمر بعد ان جرت محاصرته وادى ذلك الى خسارة قدرت في حينه بحوالي 5 ملايين روبية:
وفي الكويت لم يكن الحماس الشعبي على درجة اقل من وثبة البحرين وقطرِ فبعد التظاهرة الضخمة التي قامت في اليوم الاول، اخذت الهيئات الشعبية تجمع التبرعات فبلغ مجموعها 20 مليون روبية، اي نحو مليون وسبعمائة الف جنيه مصريِ وكذلك نفذت جميع الفئات قرار مقاطعة المؤسسات والبضائع البريطانية والفرنسية، واذا صحت هذه الانباء فان الضائقة الاقتصادية الخانقة في اوروبا ستزداد استفحالا، وكذلك فان ازمة البترول ستزداد شدة في بريطانيا وفرنسا وغربي اوروبا كلهِِ ذلك لان الكمية التي تنتجها الكويت من النفط هي اكبر كمية ينتجها احد اقطار الشرق، فهي اكبر من كمية البترول العراقي واكبر من كمية البترول السعودي!
قصيدة ‘الرضى الصغير’
ولم يكن الحدث العراقي غائبا عن المتابعة من قبل الكتاب والمواطنين الكويتيين ففي العدد رقم 316 بتاريخ 10/2/1957، ذيل شاعر باسم ‘الرضى الصغير’ من الكويت، قصيدته التي يهجو فيها، غازي، ونوري السعيد، تقول القصيدة بعنوان ‘نهاية طاغية’:
ثوري وحقك ان تثوري
يا أمه ‘الغازي’ الغيور
فالفيصل الماضي تكسر
في يد السجان ‘نوري’
لم يبق في يده سلاح
غير بعض من غرور
وسوى زبانية ضعاف
يرتوون من الفجور
و’عجوزه’ الشمطاء باتت
غير مالكة الشعور
هفت العلا لصقورها
ان العلا مهوى الصقور
ودعا العرين اسوده
فتسابقت نحو الثغور
وتأهب الشعب الجريح
يرد عادية المغيرِِ.
فاذا الحمام شريعة
هي للكبير وللصغير
واذا بشائر فوزنا
تنبي عن النصر الكبير
اي امة الغازي وقد
آن الاوان لكي تثوري
وتعلمي السجان ان
السجن اهل بالاجير
هذي قيودك كسريها
تدفعي عار الاسير
ثوري فليس سوى الشباب
يعد للامر الخطير
ثوري كعاصفة القضاء
ويوم شر مستطير
وذري الدماء تطهر
الارض التي نكبت ب’نوري’