كويت الخمسينات في مرآة الصحافة اللبنانية . ‘الكويت اليوم’ ترد على ادعاءات عبدالكريم قاسم

  الكاتب:حمزة عليان

  المصدر: القبس (الكويت)

  تاريخ نشر المقال:14/04/2000

نشرت جريدة ‘الكويت اليوم’ وهي الجريدة الرسمية للكويت بتاريخ 20 يوليو عام 1961، نص بيان يحمل الرقم 4 والصادر عن دائرة المطبوعات والنشر، وذلك للرد على ادعاءات عبدالكريم قاسم وافترائه بان الكويت تساومه على ان تدفع له 40 مليون جنيه ‘من الدنانير’! ـ هكذا ورد بالنص ـ مقابل التنازل عن حقوقها.
وجاء هذا الرد على اثر حديث عبدالكريم قاسم الى الصحافي اللبناني انعام رعد.
وفيما يلي نص البيان:
اذاع راديو بغداد مساء امس حديثا ادلى به عبدالكريم قاسم لصحافي لبناني يدعى انعام رعد تطرق فيه الى الكويت وراح كعادته يتخبط في تناقضات مضحكة تدل على حرج الموقف الذي وضع قاسم نفسه فيه.
وان دائرة المطبوعات والنشر، وهي التي سبق لها ان فندت جميع مزاعم قاسم وادعاءاته الباطلة وتهجماته الرعناء الفاشلة على الكويت، البلد العربي المستقل، ليسوءها ان تلتفت للرد من جديد على افتراءات وتخرصات يمجها السمع ويأباها الطبع العربي السليم.
لقد ورد في حديث قاسم قوله، ان الخطر يهدد العرب كافة لوجود الكويت وان المهم لديه هو سحق الكويت بعد ان نعت الكويت بالقاعدة الاستعماريةِ ويعلم العرب في كل جزء من اجزاء الوطن العربي ان الكويت قاعدة من قواعد التحرر العربي وانها مأوى الاحرار وملاذ الابطال ومعقل العروبة الصافية، وان العرب ليعلمون ان عهد قاسم حاول ولا يزال يحاول ان يجعل من العراق الشقيق قاعدة للشعوبية الحاقدة على العرب، ولن ينسى العرب ما فعله قاسم باحرار العراق ممن تمسكوا بالاتجاه العربي والشعور القومي، وما يبيته قاسم للقضية العربية بصورة عامة من مؤامرات.
ومن العجيب الغريب ان يزعم قاسم انه قد بعث للقضاء على الانظمة المتهرية وهو يشير بهذا الى الدول التي فاقته نظاما وأمنا واستقرارا، ولا ندري اي نظام هذا الذي يطبقه قاسم في العراقِِ؟ وماذا عسى ان ينعت حكم السحل والقتل وهتك المحرمات واشاعة الفوضى والارهاب.
وتطرق قاسم في حديثه الى التطاول على الدول العربية الواقفة مع العدل المناصرة للحق ووصفها بالزمر الطائشة، وزعم انها تقاومه وتكافحه، ونحن نترك الرد عليه للدول العربية الشقيقة التي شجبت مزاعمه ووقفت ضد اطماعه واحلامه ولم ينس قاسم ان ينعت الجامعة العربية بانها تخدم المصالح الاستعمارية.
وليست هذه هي المرة الاولى التي ينفث فيها قاسم حقده الشعوبي على العرب وعلى آمال واماني العرب.
ومن مضحكات القدر ومبكياته ان يزعم قاسم زعيم الشعوبية الاوحد انه يتكلم باسم مصالح الامة العربية ولسنا نعلم الصلة التي تربط قاسم بأمتنا العربية الكريمة، ان الامة العربية من الخليج حتى المحيط لم تنس بعد الحملات الشعواء التي شنها قاسم واعوان قاسم من الشعوبيين المتطرفين على الامة العربية، وعلى الآمال والاماني الوطنيةِ ولن ينسى العرب ما حمله الاثير من اذاعة بغداد من سباب مبتذل وشتم سوقي رخيص ضد العروبة وضد القومية العربية، فاضت به محكمة المهداوي شهورا بعد شهور، ولن ينسى العرب بطش قاسم بدعاة العروبة وما لاقوه على يديه الملطختين بالدماء من فتك بربري شنيع.
ان ابناء الامة العربية في كل مكان وفي طليعتهم شعب العراق العظيم لعلى علم تام بالاتجاهات الحقيقية لحكم قاسم، ولن تنطلي عليهم هذه الالفاظ الميتة الجوفاء.
وان دائرة المطبوعات والنشر وهي تفند اباطيل قاسم لتقف متعجبة مستغربة امام نوع فريد من الكذب لم يسبق له مثيل في تاريخ العرف واللياقة والذوق، ذلك ان قاسم لم يخجل وهو الذي فرض نفسه طاغية على شعب العراق الشقيق من ان يكذب في مؤتمره الصحفي هذا ويقول بالحرف الواحد، ‘اتعلمون ان هناك من يساومنا على ان يعطينا (40) مليون جنيه من الدنانير سنويا ويطلب مقابل ذلك ان نتنازل عن حقنا في الكويت’ ثم يضيف بكل صفاقة ويقول ‘اننا لا نبيع اوطاننا’.
ان دائرة المطبوعات والنشر لتتحدى قاسم بكل قوة واصرار وتطلب منه ان يسمي الجهة التي ساومته او الشخص الذي اتصل به للمساومة، وهي ترى ان موضوع المساومة الذي اثاره في حديثه هذا ان دل على شيء فانما يدل على التلميح الى احتياجه الشديد للمال وهو يثبت بعد هذا ما اجمع عليه المنصفون من ان دوافع هذه الامة لا تخرج عن كونها طمعا تزكم رائحته الانوف.
وان دائرة المطبوعات والنشر ليسوءها من جديد ان تنحط الالفاظ وترخص التصريحات دونما حذر او تحفظ.
وان دائرة المطبوعات والنشر لتؤكد ان حكومة الكويت لن تتساهل في حقوقها ولن تتنازل حتى بالالفاظ في اي تصرف قد يمس قضيتها العادلة، ولا تجد اي داع يدعوها لان تمد يدها لطامع لا يملك اي جانب من جوانب الحق.
ان الكويت ـ وهي قاعدة من قواعد التحرر العربي ـ لمستعدة ان تبذل اموالها ونفوس ابنائها في الدفاع عن محرماتها ومقدساتها وهي تؤمن بعد هذا انها لن تنهزم امام طغيان شعوبي خبرته الجزيرة العربية في ادوار شتى من التاريخ وستجد الكويت انها ليست وحيدة في المعركة وانما يقف الى جانبها العرب كل العرب ذودا عن القومية ودفاعا عن الآمال والاماني العربية، يسوء الكويت ان تحاول الشعوبية في العراق الشقيق ان تتقنع بقناع العروبة بعد ان مثلت بدعاة العروبة شر تمثيل، ولكن الكويت واثقة من ان الشعب العراقي العظيم قادر على سحق قاعدة الشعوبيين في العراق والانطلاق بالعراق العظيم في مجاله العربي وآفاقه القومية متحدا متآخيا مع اخوانه واشقائه أجمعين.

الكويت اليوم (صحيفة) - الكويت / الكويت - العلاقات الخارجية - العراق / قاسم، عبدالكريم / رعد، أنعام

تعليقات

Facebook
Twitter

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *