الحرب الاريترية ـ الاثيوبية. صراع ‘الإخوة ـ الاعداء’ وراءه الحدود والاقتصاد

  الكاتب:حمزة عليان

  المصدر: القبس (الكويت)

  تاريخ نشر المقال:14/05/2000

كتب حمزة عليان:
في احدث فصل من المواجهات العسكرية، اندلعت منذ ايام موجة جديدة من العمليات بين اريتريا واثيوبيا.
ومنذ عام 1998، تاريخ نشوب الحرب بين الجارين الافريقيين، نشطت الوساطات لحل نزاع تلون باكثر من عنوان، آخرها كانت مساعي بعثة مجلس الامن الدولي ومحادثات في الجزائر انتهت بالفشل، وحمل كل طرف المسؤولية للآخر.
رئيس الوزراء الاثيوبي عقد العزم على حسم النزاع عسكريا لكي ‘يتفرغ للتنمية’، واسمرا تضع شروطا اعتبرت تعجيزية للوصول الى تسويةِِ والطرفان ما زالا في حالة عداء مستعرة، غلب عليها نزاع ‘شخصي’ بين رفاق الامس، مع انهما ينتميان الى عرقية واحدة هي ‘التيغراي’ (زيناوي) و’التغرنية’ (افورقي)، تحول الى حرب طاحنة حصدت الآلاف من الضحايا فضلا عن الخسائر الاقتصادية.
هذه الجولة الجديدة تأتي في ظل ظروف مأساوية تشهدها اثيوبيا لتعرضها لموسم جفاف قاتل، حيث هناك يقرب من 10 ملايين نسمة من سكانها يواجهون الموت جوعا.
وفي يونيو 1999 اعلنت القوات الاثيوبية عن اكمال سيطرتها على كامل اقليم ‘باديمي’ المتنازع عليه من قبل البلدين، وادعت ان هجماتها التي بدأت في الثاني والعشرين من فبراير 1999، كانت بغرض استعادة هذا الاقليم الذي احتلته اريتريا في مايو 1998، وتبعا لذلك، تقدمت منظمة الوحدة الافريقية بخطة سلام تضمنت نقاطا عدة من ابرزها:
حل النزاع بالطرق السلمية.
انسحاب القوات الاريترية من اقليم باديمي.
نشر قوات مراقبة
لجنة محايدة لترسيم الحدود.
وتحفظت اريتريا على المشروع ثم قبلت به في الاول من مارس 1999 في حين وافقت عليه اثيوبيا وبدعم ومباركة مجلس الامن والاتحاد الاوروبي، لكن بقيت الخطة معلقة دون ان تنال شيئا من التنفيذ.
الذين تناولوا تاريخ العلاقات بين الدولتين يعيدون اسباب الخلافات الى مشاكل حدودية ظهرت مع استقلال اريتريا عام 1993 ونزاع سيادي على عدة مناطق، كانت جزءا من الاقليم الاريتري حتى 1941، عندما ضمت بريطانيا الدولة المستعمرة تلك المناطق الى اثيوبيا عام 1952.
وتطور الخلاف الحدودي بعد استقلال اريتريا الفتية عام 1993 الى قضايا ذات بعد اقتصادي وسياسي.
اقتصاديا، اعتبرت اثيوبيا اصدار عملة مستقلة لاريتريا خاصة بها (عام 1997) تهديدا لاقتصادها، كونه سيؤدي الى التخلي عن العملة الاثيوبية كعملة مشتركة بينهما.
سياسيا، ادى سير النظام الاثيوبي نحو الديموقراطية والتعددية الى تباين بين النظامين، كون اريتريا اتجهت الى زعامة الحزب الواحد والفرد الواحد، وهو ما جعل الصراع بينهما يتخذ طابع النزاع على هوية الحكم والدولة، بعدما شكلا نهجا متماثلا الى حد ما.
عام 1998 ساءت الامور وادت الى اشعال حرب ضروس، بعدما سبق ان قاتل رئيس الوزراء الاثيوبي ميلس زيناوي والرئيس الاريتري اسياسي افورقي جنبا الى جنب في حرب عصابات ادت الى اسقاط الحكومة الماركسية بزعامة منغستو هيلي مريام في اثيوبيا عام 1991، ثم توجت هذه العلاقة بتقديم مكافأة حليفه، بنيل استقلال اريتريا.

إرتيريا - النزاعات المسلحة - إثيوبيا / إرتيريا - الحدود - إثيوبيا / الحرب الإرتيرية الإثيوبية (1998_2000) / زيناوي، ميليس / أفورقي، أسياسي

تعليقات

Facebook
Twitter

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *