استطلاع أحوال 3 جامعات صينية في رحلة البحث عن اللغة العربية الحلقة (1)

download

  الكاتب:حمزة عليان

  المصدر: جريدة الجريدة

  تاريخ نشر المقال:17/04/2025

• جامعة بكين «مصنع» للدبلوماسيين الصينيين في العالم العربي

تعتبر اللغة العربية من أقدم اللغات الأجنبية التي يتم تدريسها في الصين، ومنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949 حقق تعليم اللغة العربية تطوراً واضحاً نتج عنه تخرّج أساتذة ودبلوماسيين أصحاب كفاءة ساهموا في تطوير علاقات بكين بالعالم العربي. ومع إنشاء منتدى التعاون الصيني – العربي، ومع طرح مبادرة «الحزام والطريق» ومفهوم «مجتمع ذو مصير مشترك للبشرية» خطت العلاقات عتبة جديدة ليدخل تعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية مرحلة جديدة. وبلغ عدد الجامعات التي فتحت تخصص اللغة العربية 50 جامعة، على رأسها جامعة بكين التي تعد مصنعا للدبلوماسيين الصينيين في العالم العربي، إضافة إلى أكثر من 20 جامعة أو معهداً تطبيقياً، بحسب دراسة نشرت قبل سنوات للباحث يه ليانغ ينغ، ذكر فيها أن عدد الطلبة الدارسين فيها لنيل شهادات الدبلوم والليسانس والماجستير والدكتوراه بلغ نحو 6000 طالب وطالبة، وأن عدد الجامعات المرخصة قانونياً بمنح شهادة الدراسات العليا للمتخصصين في «العربية» وآدابها وصل إلى 20 جامعة عام 2022. استطلعنا خلال زيارتنا للصين أحوال ثلاث جامعات تخصصت بتدريس اللغة العربية في رحلة توزعت بين العاصمة بكين ومدينة شنغهاي. جامعة بكين «مصنع الدبلوماسيين» رحلة البحث عن اللغة العربية وعلاقة الصين بها تبدأ من أعرق الجامعات وأقدمها وهي جامعة بكين. في هذه الرحلة تعرفنا على دور الجامعات في «صناعة الدبلوماسيين الصينيين» والمتحدثين باللغة العربية وعن البدايات الأولى لتلك الانطلاقة. اللقاء جرى في إحدى قاعات مكتبة الملك عبدالعزيز بجامعة بكين يوم الأول من أبريل 2025 بعد جولة اصطحبنا فيها الدكتور«أمين» وهو الاسم العربي الذي يحمله (اسمه الصيني «فو زيمينغ») نائب رئيس كلية دراسة اللغات الأجنبية ومسؤول قسم الدراسات العربية، وبحضور عدد من رؤساء الأقسام والأساتذة المتخصصين باللغة العربية. 50 جامعة متخصصة في تدريس اللغة العربية خرّجت 6 آلاف طالب وطالبة أنشئت جامعة بكين عام 1898 على يد الإمبراطورة «تسيشي» ينظر إليها بكونها «أكسفورد الصين» افتتحت فيها أول كلية لتدريس اللغات الأجنبية قبل 133 سنة، أما أول قسم للغة العربية فكان عام 1946 في حين كان أول قسم للغة العبرية عام 1985. عن قصة قسم اللغة العربية روى لنا الدكتور «أمين» أنه أثناء مؤتمر باندونغ الذي عقد في إندونيسيا عام 1955 والذي حضره الرئيس جمال عبدالناصر وشوان لاي أحد قادة الثورة الصينية كان هناك مترجم صيني يدعى «محمد مكين» لفت نظرالرئيس عبدالناصر لبراعته، سأل الزعيم شوان لاي عنه أجاب عن اسمه، وقال «إذا أردت أن تعرف ثقافة أي شعب عليك أن تجيد لغته» وهذا ما نفعله. لذلك ينسب إلى محمد مكين دوره كمترجم في تأسيس قسم اللغة العربية في جامعة بكين وهو الذي تخرج في جامعة الأزهر، وقام بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الصينية، وكذلك ترجمة محاورات كونفوشيوس إلى اللغة العربية. يضيف الدكتور أمين، ولديه عدد من المؤلفات منها وثائق «كوفيد -19» وتاريخ عمان مع الصين: لقد وصل عدد الجامعات الصينية التي تقوم بتدريس اللغة العربية إلى 50 جامعة خرجت 6 آلاف طالب. ومعظم سفراء الصين في الخارج هم من خريجي جامعة بكين ومنهم سفراء الصين في الكويت ولبنان والإمارات والذين يجيدون التحدث باللغة العربية. من المشاركين بالنقاش الدكتور جواد «شاغوان ليان» أستاذ اللغة العربية، الذي يشرف على قسم دراسة العربية، أوضح أن عدد طلبة الدراسات العليا بالكلية بلغ 100 طالب و13 أستاذاً يعملون في أربعة مجالات بحثية هي: علم اللغة والأدب العربي وتاريخ الثقافة العربية ودراسة الشرق الأوسط. محمد مكين الأب الروحي الصيني لتعلّم اللغة العربية الخليج كما يراه الطلبة ما كشف عنه الدكتور جواد ذاك الجانب المتعلق بالحضور الخليجي، فلدى القسم كرسي السلطان قابوس لدراسة اللغة العربية، وآخر باسم دولة قطر لدراسة الشرق الأوسط، إلى جانب مركز دارسات شرق أوسطية ومعهد دراسات ثقافة إسلامية. مضى على المعهد حوالي 80 سنة، ساهم بتأسيس منهجية لتدريس اللغة العربية، من أبرز إنتاجه العلمي والبحثي، إصدار معجمين صيني – عربي، وكتب مدرسية. وعن العلاقة الثقافية بين الصين والكويت، أوضح الدكتور جواد أن جامعة بكين ترسل طالبين إلى الكويت كل سنة وسيصبح العدد قريباً خمسة طلاب، وفي لقائنا هذا مع الأساتذة وطلبة الدراسات العليا، تبين أن معظمهم زار الكويت وله فيها ذكريات جميلة لا تنسى. أستاذ مساعد في اللغة العربية آخر يدعى شاهين، سبق أن زار الكويت، متخصص في التاريخ المعاصر والحديث لبلاد الشام، أصدر كتاباً عن الطائفية في لبنان وعن الدروز تحديداً، وبسؤاله عن رؤيته نحو الخليج قال «اليوم ما نراه أن هذا الإقليم أصبح قوة عظمى في مجال الطاقة خصوصاً الإمارات والسعودية اللتين لديهما طموحات كبيرة في مجال التكنولوجيا». ذكريات لا تنسى عن الكويت لطلبة الدراسات العليا الصينيين عن أي خليج تتحدثون؟ الدكتور «حكيم» واسمه الصيني: لي رويبينغ متخصص في الدراسات الكردية، كانت له فرصة الاستفادة من وثائق حزب البعث العراقي التي نقلها الجيش الأميركي وأودعها في جامعة ستانفورد، حيث أمضى سنة هناك يبحث في تلك الوثائق متعمقاً بها، خصوصاً جهة العلاقة بمجزرة «حلبجة» التي ارتكبها نظام صدام حسين ضد الأكراد أثناء الحرب العراقية – الإيرانية، ولديه كتاب تناول سقوط النظام الملكي عام 1958 إلى مرحلة سقوط نظام صدام حسين. من وجهة نظره، الخليج اليوم فيه أكثر من محور، لذلك علينا أن نطرح السؤال بالصيغة التالية: عن أي خليج تتحدثون؟ هل المحور السعودي – الإماراتي أم المحور القطري – التركي؟ أم محور المستقلين ويعني به الكويت وعمان؟ أجرينا حواراً مفتوحاً في أقدم جامعة لتعليم اللغات الأجنبية عن العلاقات مع الكويت والخليج وأضاف أن الصين تهتم بالجوانب التنموية بالدرجة الأولى في علاقاتها مع شركائها في دول الخليج وتدعم الأمن فيها لتعزيز الاستقرار وإذ كانت المنافسة شديدة في موضوع الممرات التجارية البحرية ولهذا سيكون لميناء «مبارك الكبير» وميناء «الفاو» أدوار مهمة في المنطقة. وعن الكويت، أشار إلى أحد طلبة الماجستير ويدعى «تاج» الذي يوجد حالياً في الكويت ويعمل على رسالته بخصوص السياسة الخارجية للكويت قبل الغزو. وفي إطار العلاقات مع الكويت، يعمل قسم دراسة اللغة العربية على ترجمة كتابين إلى اللغة الصينية وهما من تأليف الدكتورة سعاد الصباح الأول عن مبارك الكبير والثاني عن الشيخ عبدالله المبارك، وهم في سبيلهم لإصدار كتاب يتحدث عن تاريخ العلاقات مع قطر بعنوان «الحور». تحدثت الطالبتان (آية ولينا) عن زيارتهما إلى الكويت وبلدان الخليج العربي ولقائهما بشركات صينية لديها مشاريع تنموية في الكويت والمتحف الأمريكاني. أقدم الجامعات بتعليم اللغات الأجنبية المحطة الثانية في إطار زيارة الجامعات الكبرى في الصين وذات العلاقة باللغة العربية كانت إلى جامعة الدراسات الأجنبية في بكين وتحديداً إلى كلية الدراسات العربية وهي أقدم جامعة صينية متخصصة بدراسة اللغات الأجنبية والتي بلغت 100 لغة إضافة إلى كليات آخرى. في هذه الزيارة وغيرها كان برفقتنا طالب الدارسات العليا واسمه «جلال» الذي يجيد اللغة العربية ويعرف لهجات بعض دول الخليج كالإمارات والكويت. استقبلتنا الدكتورة يو ماي نائبة عميد كلية الدراسات العربية مع الأستاذة «زهراء» – د. منغ بينغوان مدرّسة في الكلية والأستاذ «حمدي» د. منغ تشاو – قدمت لنا وبرفقة أستاذة التاريخ المعاصر بجامعة الكويت الدكتورة نور محمد الحبشي نبذة مختصرة عن تاريخ الجامعة التي تأسست عام 1941 وفيها الآن 11 ألف طالب منهم 5 آلاف دراسات عليا و100 طالب أجنبي. وفي أجواء من النقاش المفتوح جمعت على طاولة واحدة أساتذة وطلبة ماجستير ودكتوراه استمعوا لمحاضرة ألقتها الدكتورة نور الحبشي عن العلاقات التاريخية بين الصين والكويت والخليج ودور هذه القوة العظمى في إطار المشهد القائم على صعيد التكتلات الدولية وتنافس المصالح. عام 1958 حملت اسم كلية اللغة العربية وفي العام 2015 أصبحت كلية الدراسات العربية، تحظى بدعم كامل من دولة الإمارات العربية وتسمى كلية الشيخ زايد بدءاً من العام 1994 بعد تبرعه بالبناء والتجديد. وطوال تاريخها الأكاديمي رفدت الحياة الدبلوماسية الصينية بعدد كبير من الذين يتقنون اللغات الأجنبية ومنها اللغة العربية بلغ عددهم 450 دبلوماسياً وسفيراً، كان نصيب العالم العربي حوالي 20 سفيراً تبوؤا هذا المنصب منهم السفير الحالي في المملكة العربية السعودية. مركز الدراسات الصيني – العربي للإصلاح والتنمية ميدان حيوي للتفاعل بين الصين والعرب في الثقافة واللغة زهراء في كيفان وحمدي بالشويخ الدكتورة زهراء (منغ بينغوان) درست في جامعة الكويت قبل عشر سنوات وكانت من أجمل السنوات في حياتها، تخصصت في قواعد اللغة العربية ولها ذكريات جميلة في منطقة كيفان حيث تدرس وتسكن. تعتبر أن الكويت تعيش في مجتمع مستقر وهذا النهج انعكس على سياستها الخارجية وقد يأتي يوم عما قريب وتكتب تجربتها تحت عنوان «زهراء في كيفان» فالكويت تريد أصدقاء لها في العالم ولذلك كانت الصين معها. شارك بالحوار الدكتور حمدي (منغ تشاو) الذي أمضى وقتاً بالدراسة في الكويت يقوم بتدريس العلاقات الاقتصادية مع العالم العربي، اعتبر أن الصداقة الصينية – الكويتية ممتازة، وإن كان غالبية المواطنين الكويتيين لا يعرفون الصين جيداً. وأضاف أن الخليج العربي اليوم بات مقصداً مهماً على مستوى العالم وفي ظل السباق المحموم بين القوى الكبرى. أفضل العلاقات مع الصين توزع النقاش بين طلبة الدراسات العليا والأساتذة وراح الطلبة يتحدثون عن كيف يرون العلاقة مع دول الخليج أحدهم ويدعى «جمال» وهو طالب دكتوراه، متخصص بالدراسات الإقليمية (فرع من علم السياسة) زار السعودية ومصر، رأى أن الانفتاح الذي تقوده بلدان الخليج العربي أنتج أفضل العلاقات مع الصين. بينما راحت الدكتورة زهراء تشرح الفلسفة الصينية التي تدعو إلى التوازن في العلاقات وعدم التسرع بالوصول إلى قمة الجبل، ولهذا علينا نحن أن نختار الطريق وبأي سرعة نسير، كذلك كان لطالب دكتوراه آخر رأي في التبادل الموسيقي بين العرب والصين كونه متخصصاً بدراسة الرقص الشعبي المصري اسمه «موسى» عمل 5 سنوات في وزارة الثقافة داعياً إلى ضرورة تعزيز هذا الجانب من خلال الشراكة للتعرف أكثر على ثقافات الشعوب، في حين كان لأحد الأساتذة رأي بضرورة الخروج من نظرية «المركز والأطراف» فإذا كان المركز هو الغرب كما هو سائد، فالصين اليوم لم تعد من الأطراف بل من القوى العظمى والصاعدة على مستوى العالم. أدباء الكويت والديموقراطية جوهرة وهو الاسم العربي لأستاذة صينية درست بجامعة الكويت اتجهت إلى الخط العربي وتدربت على يد الأستاذ عيسى دشتي عملت على ترجمة رواية للأديب طالب الرفاعي إلى اللغة الصينية، يشاطرها في العلاقة مع الكويت أستاذ «حاتم» طالب الدكتوراه في بحثه عن الديموقراطية التشاورية في الكويت مقارنة بالنظام التشاوري الصيني، كما حال «باسل» المتخصص في الأدب العربي وبحثه حول رواية الأديبة ليلى العثمان «وسمية تخرج من البحر». مركز الدراسات الصيني – العربي استقبلتنا السيدة «لونا» ذات الملامح الصينية الممزوجة باللغة العربية على مدخل جامعة شنغهاي للدراسات الدولية والممتدة على مساحات واسعة جداً. وصلنا إلى مبنى استقبال الزوار في مركز الدراسات الصيني – العربي للإصلاح والتنمية، دخلنا مكتبة المركز، قمنا بجولة للتعرف على تاريخه الذي يبدأ منذ 2016 يوم أطلقه من القاهرة الرئيس الصيني «شي جين بينغ» وتم تدشينه رسمياً عام 2017 يعمل كمنصة دولية لتبادل الأفكار، يجمع بين التدريب وإعداد الكفاءات والدراسات تحت مظلة جامعة شنغهاي الدولية. يولي اهتماماً بالغاً ببرامج إعداد المترجمين من وإلى اللغة الصينية للمواطنين العرب. عقد 24 دورة والكثير من البرامج والورش والزيارات الميدانية زاره 18 سفيراً عربياً وكان أمين عام جامعة الدول العربية أحد ضيوفه. جامعة شنغهاي ومشروع المئة جامعة والجامعة تنتمي إلى مشروع «المئة جامعة في القرن الحادي والعشرين» تسعى إلى إعداد كفاءات متخصصة باللغات الأجنبية، تأسست عام 1949 كمعهد للغة الروسية وكانت أولى الجامعات المتخصصة باللغات، تضم عدة فروع بالاقتصاد والإدارة والقانون، إضافة إلى فرعها الأساسي باللغة والثقافة، كما تملك كلية للترجمة العليا تحتل المكانة الأولى في آسيا ولديها 20 كلية تبعد 30 كيلومتراً عن المدينة غرب شنغهاي. رسالتها المزدوجة كما في التعريف عنها «تقديم العالم إلى الصين» وتقديم «الصين إلى العالم» وخلال السنوات الاخيرة أنشأت وبالتعاون مع الحكومة 7 معاهد كونفوشيوس خارج الصين، منها معهد في المغرب. ميدان اللغات وحوارات معمقة انتقلنا إلى قاعة كبيرة كان على رأس المستقبلين الدكتور «محفوظ» واسمه بالصينية (وانغ غوانغدا)» مدير عام المركز الصيني للتنمية والإصلاح وبصحبة الدكتور «لطيف – لي شيغن». في هذا المركز يوجد أكثر من 30 باحثاً منهم سفير سوداني سابق ويدعي د. أحمد جغو كرار والباحث المصري أحمد سعيد تحدث إلينا د. محفوظ عن تجربته في ميدان اللغات، وهو الذي أمضى سنة دراسية كاملة في جامعة الكويت عام 1998، وكان لها الفضل بتعليمه واستخدامة للإنترنت، وبالرغم من دراسته في دمشق وعمله في مصر، فإن الكويت كانت الأحب إلى قلبه. يستعد الآن لزيارة مسقط للمشاركة في «منتدى إنجازات عمان» والاستفادة من التجربة الصينية في مجال وضع وتنفيذ الخطط الخمسية ومعلناً عن الانتقال إلى مبنى جديد سيتم بناؤه في حرم جامعة شنغهاي العام المقبل وعلى مساحة 30 ألف متر مربع. توقف كثيراً أمام سيرة «محمد مكين» علامة اللغة العربية الصين وأهدى إلينا كتابه، أقام بترجمته يحكي فيه سيرة هذا الرجل والكتاب صدر بدعم «مجمع الملك فهد بالسعودية». شاركنا بالحوار الدكتور «لطيف» والمتمكن جداً بمعرفته الأحوال العامة للسعودية وإصداره خمسة كتب تتناول العلاقات الصينية – السعودية وغيرها من الإنتاج الفكري المتنوع بين الروايات والمسلسلات. عمل في المغرب عام 2012 على تأسيس معهد كونفوشيوس لتعلم اللغة الصينية ووصل عدد المنتسبين إلى 1000 طالب عام 2015 يوم غادره عائداً إلى بلاده. ونحن في ضيافة الدكتور «محفوظ» وعدد من الأساتذة ينضم إلينا طلبة الدراسات العليا، للاستماع إلى محاضرة ألقتها الدكتورة نور الحبشي بعنوان «الأهمية الاقتصادية لمكانة الخليج العربي في الإدراك الصيني» وكان لي نصيب بالحوار والرد على أسئلة الطلبة. أحدها لطالبة درست في الكويت طرحت سؤالاً لماذا ينظر إلينا الكويتيون كدولة صناعية ولا يهتمون بالثقافة الصينية؟ وأخرى لطالب ماجستير أثار موضوع الساعة وهو زيادة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتأثير ذلك على دول الخليج؟ وفي جلسة الحوار مع الدكتور محفوظ أوضح أنه يبذل جهوداً مضنية لإيجاد مراكز تعليم اللغة الصينية في العالم العربي كذلك الحال مع اللغة العربية في الصين. وقال إنه تم إرسال 17 أستاذاً إلى السعودية لتعليم اللغة الصينية و10 أساتذة إلى الإمارات العربية المتحدة في إطار اتفاقيات ثقافية بين البلدين وسبق له أن قام بتأسيس معهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في المغرب وصل عدد الطلاب المنتسبين إليه نحو ألف طالب عام 2015. من جلال إلى إحسان جلال مترجم رافقنا في الرحلة من الشباب الواعدين يجيد التحدث باللغة العربية، نال شهادة الماجستير باللغة العربية، زار الإمارات ولديه اطلاع على أحوال المنطقة أظهر براعة ونزاهة بالتعامل وبمنتهى الأخلاق والانضباط، وعندما انتقلنا إلى شنغهاي كان رفيق الدرب إحسان وهو أيضاً طالب دراسات عليا كان يناقش رسالة الماجستير في نفس اليوم الذي زرنا فيه جامعته وكانت حول التعاون الصيني – السعودي والتماثل بين مشروع طريق الحرير ورؤية المملكة 2030. له ذكريات جميلة عن جامعة الكويت التي درس فيها وأيام كانت تصرف له 100 دينار شهرياً عدا عن توفير الكتب، يحن إلى أصدقائه الكويتيين. أول مجلة صينية باللغة العربية أول مجلة فصلية في الصين «تصدر عددين سنوياً» باللغة العربية وتسمى «مجلة الصين والعالم العربي» تأسست على يد جامعة الدراسات الأجنبية في بكين وتختص برصد ودراسة مجالات التعاون والاستفادة المتبادلة وتهدف المجلة إلى تعزيز التبادل الأكاديمي ورفع مستواه والدفع نحو تطور دراسات الشرق الأوسط في الصين والدراسات الصينية في الدول العربية وتستعين بخبراء من كل دول العالم يستخدمون اللغة العربية، هي منبر يلتقي فيه الطرفان وجهاً لوجه دون وسيط أو عبر طرف ثالث هدفه تشويه الصورة وخلق الفجوة.

تعليقات

Facebook
Twitter

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *