كتب حمزة عليان:
ثمة شعور بالعجز والذل، منذ حوالي الشهرين يواجهه أفراد كتيبة المظليين المرابطين خلف ‘بوابة فاطمة’ بسبب عجزهم عن الرد لرشقهم بالحجارة او بأكياس النفايات من قبل ‘سياح’ لبنانيين وأجانب.
هذا الواقع جعل من بوابة فاطمة مركز جذب ‘سياحي’ وإعلامي تتقاطر عليه الوفود العربية والأجنبية، فمشهد الدكتور ادوارد سعيد وبسام الشكعة والنفايات الاردنية تخاطفته وكالات الانباء العالمية وهم يرشقون الجنود الاسرائيليين بالحجارة، كتعبير ‘رمزي’ عن المشاركة بفرحة التحرير.
ما يدعو للغبطة والسرور ان ‘لواء غولاني’ المعروف عنه بعملياته الدموية وسرعة انقضاضه بالاغتيالات التي قام بها في جنوب لبنان، يجد نفسه مكتوف الأيدي والبنادق بالرد على اي حجر يلقى عليه او شتيمة توجه له، لأن من شأن الرد اشعال الجبهة ووضع سكان المستعمرات تحت مرمى النيران اللبنانية.
ومنذ خروج جيش الاحتلال الاسرائيلي و’بوابة فاطمة’ حاضرة في مشاهد لا تخلو من الاثارة والحركات الاستعراضية.
شباب وشابات من كل حدب وصوب يأتون الى البوابة، يأخذون الحجارة التي يتم احضارها بشاحنات نقل و’متعهدين’ متخصصين من اماكن بعيدة ورميها بالقرب من البوابة، لاستخدامها في لقطات صحفية، اعطت مصوري وكالات الانباء فرصة لالتقاط مشاهد نادرة تسد عملهم اليومي وتوفر عليهم مشقة الانتظار، فما ان يتقدم احدهم حاملا الحجارة حتى يتجمع المصورون حوله ويوجهوه بالطريقة التي يفضلونِِ ثم يأخذ ‘المقسوم’ من الصحافيين لقاء عمله هذا.
وصارت ‘البوابة’ مقصدا للفضوليين الذين يحرصون على استخدام اساليب جديدة في المواجهة، فمنهم من يخاطب الجنود عبر مكبرات الصوت وباللغة العبرية، ومنهم من يرمي الحجارة او يلتقط الصور التذكارية، حتى ان بعض ‘المتعهدين’ يوفرون باصات نقل من والى البوابة مع توفير ما يلزم من الاكل والشرب للسائحين وبمبلغ مقطوع.
ومع انتشار الطوارئ الدولية ووصول الجيش اللبناني الى الحدود المرسومة ‘بالأزرق’ بقيت البوابة تستقبل زوارها، الذين تزداد اعدادهم يوما بعد يوم، لدرجة اهلتها ان تكون منافسا لمراكز السياحة اللبنانية جبلا وساحلا، واستطاعت ‘فاطمة’ ان تحقق نتائج سياحية دون ان تكلف وزارة السياحة عناء الدعاية وحملات التسويق.
ومن جديد تعيد ‘البوابة’ الازمة اللبنانية الى الواجهة وان بشكل مختلف عن مواجهة الكاتيوشا وغارات الطيران الاسرائيلي على المرافق والبنى التحتية، لتطرح اسئلة من نوع آخر:
لماذا اغلقت كل البوابات العربية مع اسرائيل وبقيت ‘بوابة فاطمة’ مفتوحة؟
وهل ان لبنان سيتمكن من النجاة من مثل هذا النوع من التحديات الاضافية؟.