عندما فرغت الجعبة من صور محلية خاصة ونادرة لجأنا الى الخارج، فوقع الاختيار على ‘صورة’ الرئيس الاندونيسي الذي وضع في دائرة الحدثِِ ومن الصعب التكهن بموعد خروجه منها.
انتخب رئيسا في الشهر العاشر من عام 1999 خلفا ليوسف حبيبي، وجاء اختياره باعتباره ‘انتصارا للديموقراطية’ كما عبرت عن ذلك الادارة الاميركية.
‘جوسي دور’ وهو الاسم المعروف به شعبيا رجل معتل صحيا وشبه اعمى، يخوض معركة بقائه او عزله من السلطة منذ تسلم الحكم في بلد يعاني من انتشار الفساد وصراعات انفصالية وازمات اقتصادية.
السياسي المخضرم يحتاج الى من يساعده في الادلاء بصوته وفي تنقلاته، ووقوفه، وخطبه، ويكاد ان ينهار اذا ما حاول الوقوف منفردا.
شخصيته جذابة لكنها تثير الدهشة، من شدة تناقضها، فبعد ان نال تأييدا لم يسبقه اليه سوهارتو الذي حكم لاكثر من 30 سنة، يتعرض لتوبيخ، من قبل مجلس النواب، لسوء مسلكه، بعد صدور تقرير لجنة شكلت للتحقيق باختلاسه مبلغ 6 ملايين دولار، وكان ذلك بمثابة درس في الديموقراطية.
المتظاهرون، والذين لم يغيبوا عن الشارع تأييدا واستنكارا، رفعوا شعارا لهم، بان رئيسهم يصح ان يطلق عليه اسم ‘ملك الفساد’ بعد ان قام لفترة طويلة بدور ‘صانع الملوك’.
عبدالرحمن وحيد امسى اليوم في الموقع الصعب، وهناك شكوك بان يبقى ‘وحيدا’ بالرغم من ان الادارة الاميركية تميل الى عدم التفريط بهذا البلد من اجل اقامة توازن في وجه الصين.
السؤال المطروح الآن، هل سيكون مصير الرئيس ‘وحيد’ مشابها لمصير سوهارتو ويجبر على الاستقالة، ام ان وجود ميغاواتي كنائبة له، يهدئ من مخاوف الجيش الذي يتعمد ترك الامور تتفاقم كي تصبح الحاجة اليه مثل حاجة المريض الميئوس منه، باللجوء الى الكي واعتباره هو المنقذ؟