زهير… نحن نسمعك

  الكاتب:حمزة عليان

  المصدر: جريدة الجريدة

  تاريخ نشر المقال:21/10/2021

حمزة عليان :

أوصلت صوتي إلى عدد من المفكرين والنخب السياسية، لكنني لم أجد أي صدى لهذا الصوت، كان ردهم أنت تحلم! ومع ذلك أردت أن أعيد عليك رسالتي علّك تسمعني، هكذا وصل الحوار مع الدكتور زهير النصار حامل الهم الوطني في جلسة أباح فيها عن ذاك الحلم.

يقولون إن البلد بحاجة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية لكن لا أحد حاول أن يرسم لنا خريطة طريق، ما سمعناه كان عبارة عن “فذلكات سياسية” حول ظواهر وأعراض للمشكلة سواء كان بالصوت الواحد أو الفرعيات أو التجنيس وخلافه.

يعتقد “النصار” أن العلاج متوافر، إنما المشكلة بالتشخيص فنحن نملك القدرة ولدينا أهم أدوات التغيير نحو مجتمع ديموقراطي حقيقي وهو الدستور، فهذا المكسب “جوهرة” لم يأت هكذا، بل نتيجة تضحيات أهل الكويت، فهناك اعتقاد مغلوط عند الغالبية أن “الصندوق الانتخابي” هو قمة الديموقراطية، وهذا غير صحيح، عندنا تجربة ديموقراطية منذ الستينيات لكنها مهزوزة.

لنعترف أولاً كما يوضح “الصامت زهير النصار” أن لدينا مأزقاً وليس لدينا مجتمع ديموقراطي، فالصراخ الذي يصم آذاننا في قاعة مجلس الأمة وخارجه هو جعجعة بدون طحن، نحتاج إلى تشخيص حقيقي وواضح، وإلى رجال أصحاب فكر ومشروع وطني ديموقراطي وإلا سنبقى ندور في حلقة مفرغة.

من وجهة نظر القابع في عيادته، والهادئ في طرحه، أنه لا مجتمع ديموقراطيا بدون مواطنة وسيادة القانون، فهذان الشرطان من المرتكزات والمبادئ التي يبنى عليها هذا المجتمع. ليس خطأ أن نحلم بل الخطأ أن نلهث وراء السراب ولا نتعلم الديموقراطية الحقيقية، والمواطنة الحقيقية كما يجب أن تكون، فالانطلاقة لا تحتاج إلى عنف أو ثورات أو تمرد بل إلى شيء من الرؤية لمستقبل قادم، وعقلانية بالطرح ومن رحم الدستور لا من خارجه، وكل المطلوب تفعيل مواد في هذا الدستور الذي رسم لنا طبيعة التغيير وأعطانا أدوات مشروعة لذلك، المهم أن تكون الرؤية بمجتمع ديموقراطي واضحة وبعدها سترى الناس تمشي وراءك وتتبني أفكارك لأنك أعطيتهم الأمل الواقعي وأن الحلم قابل للتطبيق.

زهير النصار لديه مخزون من الوعي نابع من تجارب عايشها في بلده الكويت وأثناء دراسته في أميركا ترتكز على مبدأي المواطنة وسيادة القانون ولتحقيق هذين المبدأين، يجب أن تكون هناك قواعد للهرم الديموقراطي الذي ينتهي في صندوق الانتخابات، لذلك يرى أن المهم ليس “الصندوق” بل الآلية التي تضمن نتائج وطنية بشكل عام وللمجتمع والكل مستفيد، بحيث يتحقق السلم الاجتماعي من خلال الممارسة. دعونا نضع الآليات المستحقة لبناء مجتمع ديموقراطي حتى إن كانت تغريدة خارج إطار السرب! إذا لم يكن لدينا الجرأة على صناعة الأفكار الخلاقة وبلورتها على أرض الواقع فلن يكون بمقدورنا الادعاء بأن لدينا مجتمعا ديموقراطيا، لأننا ما زلنا حتى اليوم بعيدين جداً عن مفهوم “الحداثة” التي تقرّبنا من غاية نبيلة نسعى إليها.

هذا المجتمع الذي سيكون “حبل الخلاص” لنا جميعاً كما يشرح ويستعين بتجارب حية في آسيا وأوروبا لأنه لا ديموقراطية إذا لم يكن هناك تكافؤ فرص، فهذه العلاقة الصحيحة هي التي تحكم بين الأطراف، انظروا كيف تُبنى المدن الجديدة في العالم المتحضر، وكيف تدار ومن يتولى إدارتها، إنسان ذو كفاءة لا خريج جامعة “بو طقة” ولا علاقة لنا بطائفته أو جماعته أو عائلته.

وعندما نتكلم عن مجتمع ديموقراطي لا بد من “إعلام غير مُسَيس أو موجه” فالإعلام يفترض أن يكون “ضمير الأمة” وهو الرقيب على السلطات الثلاث! أما أعمدة المجتمع الديموقراطي فسنكتفي بإيرادها دون الخوض في تفاصيلها نظراً للمساحة المتاحة لنا:

1- قيام أحزاب سياسية غير فئوية.

2- قضاء مستقل وذو آليات مراقبة ذاتية.

3- تفعيل مؤسسات المجتمع المدني أحد روافد تشكيل الرأي العام والمدافع عن حقوق أصحاب المهن.

4- تجريم خطاب الكراهية.

5- هيئة مستقلة بالكامل تتولى الانتخابات.

تلك كانت صرخة نابعة من وجدان مواطن يحلم بوطن يحاكي مستقبل الأبناء والأحفاد، فهل من يسمع أو يستجيب؟

النصار، زهير / الديمقراطية - الكويت

تعليقات

Facebook
Twitter

9 thoughts on “زهير… نحن نسمعك

  1. بداية نشكرك على هذه المدونه الثرية بالمعلومات .
    أما بشأن ما ورد تلى لسان الدكتور زهير فقد أصاب به كبد الحقيقة وذلك بلفت الأنظار بالثغرات التي تحيط بمجتمعنا سياسيا وإقتصاديا ، منددا بتعزيز الديمقراطية بآلية قانونية فعالة بصرف النظر عن إرادة الأغلبية .
    وبالتوفيق للجميع ….

  2. وصفه طبيه للخلاص من مشاكلنا الحاليه وخارطة طريق للمستقبل ولكن هناك شرطين للمضي قدما بهذا الطريق الواعد والا سيكون مجرد حلم قد سمعناه من قبل. الشرط الاول هو وجود فئه تتبنى التضحيه وتتحمل التعب لتكون المؤسس لهذه الانطلاقه ولتكن هذه النخبه متجانسه وعندها القدره الماليه الكافيه هنا اقصد ان تكون ممثله بنخب فكريه وتجاريه ومن الاسره الحاكمه. عند توفر هذه الكتله يجب ان تتبنى المصارحه العلنيه لافراد المجتمع ودعم الوطنيه. وهذا هو الشرط الثاني.

  3. اصبت كبد الحقيقة دكتور زهير، كلامك موزون وعين الصواب والعقل، وانا اقترح بان تضع نقاط عامه لتكون وثيقة وطنية وتطرح للنقاش بمؤتمر وطني ليتم وضع خارطة الطريق التي تفضلتم بها وتكون ان رئيس للمؤتمر

  4. شكرا دكتور حمزه على هذا المقال الرائع
    و الشكر موصول للدكتور زهير النصار حيث انه وضع النقاط على الحروف ،، نتمنى ان تسود لغة العقل وان نخرج من الاطار المعيق لتطور ديمقراطيتنا و نتقبل المقترحات الظروريه المطروحه في المقال كلبنه اولى للتطور في تجربتنا الرائدة ،،

    و دمتم بود

  5. كل ما تفضلت به من تشخيص ووصفة العلاج لا خلاف عليها . لكن من يعلق الجرس ، من يملك الرؤية يقبع في الكواليس ، ومن يعزف النشاز يتصدر القاعة .
    والصامتون أغلبية من الذين اكتفوا بالمشاهدة ، يدفعون ثمن مسرحيات سمجة .
    المهم برأيي من يبادر بتعليق الجرس .
    نسمعك زهير لكن ضجيج الفكر الديني والتشرذم الفئوي والقبلي يصم الآذان .

  6. كلام مهم ويشخص المشكله الازليه اللي بالبلد🙏ارجو التفكير في هذيه الحلول والبعد عن التعصبيه الطائفية او القبليه في فهم هذا المقال

  7. كلام بالصميم
    كلام عقلاني
    حلول رائعه
    لعل المخلصين والأكفاء يتبنون هذه الحلول والأفكار
    الكويت والشعب الكويتي يفتقد روح الديمقراطيه التي تربينا عليها
    الكويت والشعب و أبناؤنا وأحفادنا يستحقوا منا أن نترك لهم وطن نعم وطن متكامل آمن جميل لا فتن ولا مذهبيه ولا ولا
    وإلا اللوم من الأجيال القادمه إذا ما قرأت التاريخ البعيد والقريب

    رب يحفظ بلدنا الحبيب الكويت وشعبها المخلص

    منى محمد الخنيني

  8. نتمنى ان تتحقق احلامنا واحلام الاجيال القادمه
    مثل ماذكرت الادوات موجوده ولكن التشخيص خاطئ
    فهل من مدكر🌹🌹

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *