ختم عمرو موسى ‘رسميا’ فكرة أن يكون هناك منافس له في انتخابات أمين عام جامعة الدول العربية.
فهذه الوظيفة أو المنصب يعود لدولة المقر ك ‘عرف’ استقرت عليه الجامعة وقبلت به الدول الاعضاءِِ كتكريم لمصر ولوزنها الاقليمي.
وهذا ما عبر عنه محسن العيني مرشح اليمن عندما علم بخبر سحب اسمه من قائمة المنافسة وتزكية عمرو موسى بقوله ‘انا سعيد جدا لان كابوس ترشيحي قد انتهى على خير، فانا لم اتصور منافسة مصر التي اعشقها كبلدي’.
الاستثناء الوحيد الذي حصل في تاريخ الأمناء العامين، كان اختيار الشاذلي القليبي، من تونس، كأول أمين عام غير مصري، على اثر انتقال مقر الجامعة من القاهرة الى تونس، بعد زيارة السادات للقدس وإبرام صلح معها وهو ما رفضته البلدان العربية.
الحقيقة ان انعدام المنافسة الطبيعية، في انتخاب أو اختيار امين عام، ليس وليد اليوم، بل هو ترافق مع نشأة الجامعة منذ عام 1945 حيث جاء عبدالرحمن عزام، كمرشح وحيد لهذا المنصب وبقي فيه لغاية 1952، ليخلفه عبدالخالق حسونه باشا، ويستقر في الامانة لمدة عشرين عاما اي لغاية مايو 1972.
والاثنان انتقلا الى رحمه الله، الاول عام 1976 والثاني عام 1992.
الرجل الثالث كان محمود رياض، الذي اختير عام 1972 واستمر في منصبه هذا لغاية 1979 بعدما تم التجديد له، ويتقدم باستقالته المشهورة احتجاجا على توقيع السادات لمعاهدة سلام مع اسرائىل.
جاء بعده الشاذلي القليبي، ليحدث ثورة في تاريخ الامناء العامينِ فللمرة الاولى يأتي رجل من خارج الملاك ويستمر لغاية 1991.
أما الدكتور عصمت عبدالمجيد فقد اعاد للجامعة ‘حريتها’ بعد ان عاد العرب الى مصر، ويشغل هذا الموقع بعد ان تم التجديد له عام 1996 ويطرح كحل ودي الآن مع النظر بالتجديد له في مؤتمر القمة القادم بالاردن.
ربما كانت من المصادفات غير المحسوبة والحميدة ان يتلازم حضور الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح والشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مع كل الامناء العامين للجامعة باستثناء عزام باشا والذين كانوا شهودا على ماتعرضت له الكويت من ازمات أو ماكان للكويت من دور بإطفاء نيران الازمات العربية.
