كلمة ‘معالي’ أشد وقعا على مسامعه من كلمة ‘نائب’، ومعاليه يحمل حقيبتين جمع فيهما، الشؤون الاجتماعية بالكهرباء والماء، ولذلك صار الوزير الشاب يستحق أن ينادى ‘بأبو الثنتين’.
واحد من أصل أربعة نواب، دخلوا الوزارة لأول مرة، وباتوا يعرفون بالوزراء النواب الجدد والمنسجمين جدا مع الحكومة، فهم على حد تعبير المطربة صباح، يذكرون بمطلع الأغنية التي تقول ‘نورتونا يا حبايب طفوا نور الكهربا’.
وما دام ‘معاليه’ وزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل، فقد بات بمقدوره أن يقرن القول بالفعل ويترجم اقتراحاته الى وقائع، ويتبنى زيادة العلاوة الاجتماعية التي تقدم بها باقتراح الى مجلس الأمة من خمسة الى سبعة أولاد حسبما جاء في المذكرة التفسيرية لاقتراح بقانون دعم العمالة الوطنية وتمشيا مع أوضاع غالبية الأسر التي تتخذ من الأولاد ‘عزوة وسندا’.
‘جهراوي’ الوجه والانتماء كان هو وأجداده، ومازال، فاذا ذكرت الجهراء، كان ‘العيار’ ملازما لها، واذا ما أردت معرفة السبب فعليك أن تعود الى الرواية التي قالها معاليه لمجلة ‘الرجل’ وفيها، تعرف أصل الحكاية والتسمية والعلاقة.
مغرم بالتكريم، وهي عادة متأصلة لديه وفي العائلة التي ينتمي اليها، ويكاد لا يفلت ضيف حل على الكويت الا وتناله حصة من واجب الضيافة، حتى وان انقطعت تلك الوفود عن الزياة، فهذا لا يمنعه من توزيع مكارمه على ابناء منطقته والنواب والوزراء، خاصة في المناسبات والأعياد فهو دائما حاضر، حتى منزله الجديد في الجهراء لم ‘ينج’ من موائد الضيافة حيث جمع بالمناسبة كافة المسؤولين بالسلطتين بالاضافة الى الأهالي.
عندما كان ‘معاليه’ نائبا شمر عن ساعديه وقدم دستة من الاقتراحات النيابية واليوم جاء موسم الزرع ليرى المواطن الجهراوي وغيره، كيف سيتصرف حيال ما اقترحه، وهنا نعرض بعضا منها:
1 ـ زيادة 25% في المعاشات التقاعدية.
2 ـ تجنيس 2000 شخص كل سنة من البدون.
3 ـ تقسيط قيمة الفواتير المتراكمة لوزارة الكهرباء والماء على المواطنين لسدادها على مدى عشر سنوات.
4 ـ تخفيض شرط الاستثناء للوظيفة الى 21 عاما.
5 ـ أن تكفل الدولة تقاعدا للعسكريين غير الكويتيين.
6 ـ صرف علاوة الأولاد لأصحاب المعاشات التقاعدية.
وقف ضد طرح الثقة بوزير الكهرباء والماء ووزير الدولة لشؤون الاسكان، عادل الصبيح وكان هو ونائب آخر الوحيدين من ضمن 19 نائبا، لم يتحدثوا في الندوة التي عقدت في ديوانية النائب فهد الهاجري وهاجموا فيها التحركات الحكومية للالتفاف على الاستجواب واحتوائهِِِ وعندما سقط طرح الثقة ونجح الوزير الصبيح بالامتحانِِِ أضاف اسمه الى قائمة من عشرة نواب لم يصوتوا على طرح الثقة تطالب باعادة النظر بقرارات ‘الوزير’ بما يحقق المصلحة العامة للمواطن!ِِِ وهذا الموقف أعاد للأذهان موقف ‘معاليه’ من الوزير عادل الصبيح في 22/7/1999 عندما وجه اليه ‘تهديدات’ بالاستجواب وقوله إن عليه ان يبر بقسمه وينجز أعمال وزاراته بأمانةِ لأنه أي وزير الأوقاف توقف عن مشروع اعادة بناء مسجد صالح سليمان في الجهراء.
أحب الأشياء الى نفسه ان ينسب عملا أو يقترح مشروعا أو يتبرع بمال وتكون ‘الجهراء’ هي الأصل وما عداها هو الفرع، لذلك وجه اهتمامه الى رعاية كأس العيار لمسابقات فروسية الجهراء ومسابقة العيار الدينية لمراكز شباب الجهراءِِِ وفي كل هذا، يبقى المحور عنده دائما، ماذا قدمتم أيها الوزراء للجهراء، وما هي مشاريعكم للجهراء، وماذا فعلتم للجهراء؟.
رغم إقراره بقصر مرحلة توزيره الا أنه مصمم على أن يبلي فيها بلاءا حسناِِِ وبشهادة ‘الجميع’ِِ وبالقول ‘طلال مبارك العيار’ مر من هنا وهذه هي بصماته!.
أصغر نائب في مجلس الأمة عام 1990 – أي عام المجلس الوطنيِ وأصغر أمين سر في مجلس الأمة عام 1992 وأصغر نائب للرئيس في مجلس الأمة لعام 1996 وثالث أصغر وزير في الحكومة التي شكلت في فبراير 2001 بعد خورشيد وأحمد الفهد.
حصد 2364 صوتا في آخر انتخابات نيابية عام 1999 واحتل المركز الثاني في دائرة الجهراء بعدما كان الأول عام 1996، لقب بعضو ‘المجلسين’ أي المجلس الوطني ومجلس الأمة، وصنف على انه نائب ‘خدمات’ لكنه مستقل، وكانت الجهراء مسرحا لمنافسة ‘الطلالين’ أي طلال العيار وطلال السعيد، فسقط السعيد وبقي العيار الى ان جاء محمد البصيري لينافسه في عقر داره.
نشأ في بيت سياسي واجتماعي فشقيقه، حمد، مثل دائرة الجهراء في البرلمان وكان ايضا أصغر النواب سنا عام 1963 واستمر في العمل النيابي الى ان اختير وزيرا عام 1971، أما شقيقه مشعل، فهو أقربهم اليه، ووالده وعمه اشتغلا بالشأن الاجتماعيِِ وهذا ما خلق عنده حافزا لدخول المعترك السياسي مبكرا وتحمله للمسؤولية وهو بعد في سن 18، عندما توفي والده وقبله والدته، تم زواجه مبكرا وهو في سن العشرين.
أنهى دراسته الجامعية سنة 1982 ولم يعمل موظفا حكوميا، بل انتقل مباشرة من عضويته في مجلس محافظة الجهراء الى عضوية المجلس الوطني عام 1990.