وجه في الأحداث ِِِِ حقا انه شخصية مختلفة

  الكاتب:حمزة عليان

  المصدر: القبس الكويتية

  تاريخ نشر المقال:03/03/2001

معظم الذين خدموا كدبلوماسيين في واشنطن أو نيويورك، كوفئوا بتعيينهم بمراكز قيادية في بلدانهم، وهكذا كانت حال الشيخ سعود الناصر السعود الصباح، الذي أبحر من واشنطن الى الكويت عام 1992 كدبلوماسي متمرس في الشؤون الدولية والاميركية بصفة خاصة ويتسلم أول منصب وزاري، وهي وزارة الاعلام.
اخترق العقل الاميركي بحكم عمله كسفير لبلاده لمدة 12 سنة، وأوجد شبكة من العلاقات، كانت ذخيرته التي لجأ اليها عام 1990 وبرع في استخدامها واعطته علامة النجاح كسفير دافع عن قضية بلده في أصعب الأزمات.
بنى مجده السياسي وسمعته الدبلوماسية في عاصمة القرار الدولي بواشنطن، ولما رجع الى الكويت ليستقر في مبنى التلفزيون بالدائري الأول، ظل اسلوبه أميركيا، ويدخل التكنولوجيا الاميركية باستديوهات التلفزيون ويضفي على وجهه الاعلامي، صبغة التحديث على الطريقة الاميركية، وان كانت السيِ أنِ إن هي أقرب اليه من غيرها.
لم يكن حنينه لعمله الدبلوماسي يوما لينسيه واجباته، لكن لحظة الاستمتاع بالجلوس مع أي وفد أميركي زائر الى الكويت، خاصة ممن بنى معه علاقة في أيام المحنة، لا يضاهيها شيء،فكيف إذا كان القرار العالمي ينطلق من واشنطن.
عنده، ‘ستايل’ خاص، لا يشبه فيه أحدا، يمتلك القدرة والجرأة على ان يتخذ القرار بنفسه دون ان يسأل احدا أو يحتاج لمن يحميه، فمشاكله يحلها بنفسه وايضا دون ان يطلب من أحد المساعدة.
بقي وفيا لصداقاته وعلاقاته الأميركية، ولم يشأ أن يكونوا خارج المناقصة في مشروع حقول الشمال، لذلك، كانت حصتهم وفيرة وأسماؤهم رنانة، لأنهم من يملكون التكنولوجيا وغيرها.
رجل حاسم وحازم، دخل وزارة الاعلام فحولها الى ورشة عمل، خاض فيها معاركه الاعلامية وأحدث فيها انقلابا أبيض جعل النواب الاسلاميين في موقع الخصم والمساءلة بسبب ايمانه بحرية الرأي والنشر و’مخالفته’ لوصايتهم على الفكر.
لم ينجحوا بزحزحته عن مواقفه ومواقعه في الاستجواب الذي تقدم به النواب الطبطبائي والعليم والخنة بتاريخ 11/3/1998، وعندما وقف على المنصة رافضا اي حديث عن الاهمال والتقاعس بشأن الكتب، حدثت مفاجأة من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بكلمته التي قال فيها ‘لقد بلغ السيل الزبى’ ولن نتخلى عن الشيخ سعود.
بعد أربعة ايام وضع الوزراء استقالاتهم بتصرف رئيس الحكومة، لتنتهي بذلك أزمة التصويت على طلب طرح الثقة بوزير الاعلام، وتستقيل الحكومة تضامنا بعد أن فقدت صبرها.
أعيد توزيره في الحكومة الجديدة التي شكلت في 22/3/1998 ليتسلم وزارة النفط، بعد ان بقي في الاعلام لمدة ست سنوات، تاركا بصماته التي لم تفارقه حتى عندما عاد اليها بالوكالة بعد استقالة دِ سعد بن طفلة ولمدة محدودة، ويسرع الخطا، باعادة التدوير من فوق الى تحت وكأنه باق بالاعلام لأجل طويل مع أن الحديث عن استقالة الحكومة كان قاب قوسين أو أدنى.
وزير من العيار الثقيل، انقسم الرأي حوله، منهم من طالب بابقائه وزيرا للنفط ومنهم من تمنى رحيله، وفي لحظة الحسم والكويت تتحدث عن استقالة الحكومة، نفى علمه بذلك، مستغربا من السؤال ومعيدا إياه ‘ماذا حصل؟ ومن استقال؟ وعلى من؟ وهذا الأمر يخص الكبار’.
تواريخ هامة في مسيرته الوزارية :
17/10/1992 تولى وزارة الاعلام في الوزارة رقم 16
15/10/1996 تولى وزارة الاعلام ووزارة الصحة بالوكالة في الوزارة رقم 17 وبقي في الصحة إلى أن أسندت إلى الوزير أنور النوري.
22/3/1998 تولى وزارة النفط في الوزارة رقم 18
23/7/1999 تولى وزارة النفط في الوزارة رقم 19
على الرغم من عدم الانسجام أو التوافق بين شهادته الجامعية (حقوق) وبين المناصب الوزارية التي شغلها، الا ان ‘القانون’ أعطاه فسحة واسعة من التنقل بين الاعلام والنفط والدبلوماسية.
لم يدخل معركة، الا وكسبها وشخصيته لا تقبل التنازل، بل على العكس تماما فهو جريء الى حد الصدام، وجرأته تلك جلبت له خصومات سياسية، مع أن كثيرا من النواب المعارضين له، كانوا على علاقة جيدة معه، ربما كان ‘للتوظيف’ دور فيها.
مع ان المحارب استراح، الا أن دخان حقول الشمال مازالت تطارده، فها هو خليفته يسير على نهجه، والمجلس يحاكم الشيخ سعود بشخص الوزير عادل الصبيح.
المقربون منه، والمعجبون بشخصه يتوقفون عند بعض الملامح الخاصة به، كافتخاره بعدم زيارته للدواوين وبعكس العرف القائم، وقيامه بالاجازات اثناء شهر رمضان، وتدخينه لنوع من السجائر ذات اللون البني، لا هي سيجار ولا هي من نوع السجائر العاديةِِِ حقا انه شخصية مختلفة.

الكويت - الوزراء / الكويت - وزارة الإعلام / الكويت - وزارة الطاقة / الصباح، سعود ناصر السعود - السيرة الذاتية

تعليقات

Facebook
Twitter

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *