أحد الزملاء، سألني عن اسم الشخصية المقترحة، وقبل ان أجيب، تقدم بأطروحته قائلا، بأنه يتمنى ان يقرأ عن شخصية لها خبرة وتجربة في ميدان العمل السياسي او الاقتصادي او خلافه، فذلك اثمن واغنى من شخص حديث، مشبها ‘وجه في الأحداث’ ببرنامج ‘حوار العمر’ أو ‘خليك في البيت’ واللذين يستضيفان شخصيات ‘ممتلئة’ وعندما اجبته بأن الاختيار وقع على ‘عيد هذال’ كان جوابه سريعا، دعه يتكلم عن تجربته الوزارية قبل ان يعود اليها ثانية.
أول وزير ‘عائد إلى مقاعد النواب بعد تشكيل الحكومة الجديدة، وعودته هذه ستكسبه خبرة في ممارسة العمل النيابي لم تتح له من قبل.
صنف مع مجموعة النواب ‘العائدين’ والجدد بانتخابات يوليو 1999 وهذا ما جعله محط الأنظار باعتباره من المجددين ومن في ‘عداد’ دعاة التغيير.
ما أن تسلم كرسي وزارة الاشغال للمرة الاولى حتى أطلق ‘وعده’ بأنه سيبذل كل ما في وسعه ‘لخدمة الوطن والمواطنين’ وما أن اصبح خارج الحكومة قال ان استمراره في الحكومة من عدمه سيان ولا يعني له شيئا.
بعد ان قضى 560 يوما في وزارة الاشغال العامة ‘محققا أهدافه’ يعود الآن الى عرينه في مجلس الأمة ليعمل على تحقيق تطلعات المواطنين الذين جاءوا به تحت شعار رفعه عند انتخابه وهو ‘العمل للمستقبل ولأجيالنا’ لم يسعفه الوقت للإيفاء به.
‘العائد’ الى المقاعد الخلفية في مجلس الأمة، جاء من وزارة الداخلية، بعد ان نال شهادة بكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد من جامعة الكويت عام 1985 ويحصد 1752 صوتا في الانتخابات ويحتل المركز الثاني بالدائرة الخامسة عشرة.
ومع اطلالة اعياد التحرير والوطني وعيد الأضحى المبارك سوف ‘يعيد’ عيد هذال بصفته نائبا وليس وزيرا ما يجعله بعيدا عن الواجهة والاضاءات التي اشتعلت في شوارع الكويت في هذه المناسبة وهي جهود ‘تعود’ للوزارة التي تولاها.
في مثل هذه الأيام من السنة الماضية، توقف الوزير والنائب السابق علي البغلي، عند المؤتمر الصحفي للسيد ‘عيد’ عندما بشر الشعب الكويتي، في مناسبة العيد الوطني والتحرير، بأنه نجح في اقناع الحكومة ‘بإعادة’ انشاء طريق مزارع كبد لتكون حارتين بدلا من حارة واحدة وبتكلفة اجمالية وصلت الى حوالي 10 ملايين دينار كويتي وأوفى بوعده عندما رد على سؤال للنائب وليد الطبطبائي في شهر اغسطس لعام 1999 بأن طريق كبد قيد الإنجاز.
خرق قاعدة الاجماع بالتضامن الوزاري عند التصويت على مشروعات القوانين، وكان الوزير الوحيد الذي تمرد خارج سربه، برفضه الموافقة على مرسوم منح المرأة حق الانتخاب والترشيح، وبقي ثابتا في موقفه قبل التوزير وبعده، لذلك قيل عنه ان ‘عناد عيد’ جعله في موقع الاحترام من القيادة السياسية العليا وهذا ما دفعه لبذل المزيد من الجهد في وزارته.
رغم انه اول وزير يخرج من منطقة الفروانية، الا ان ابناء المنطقة عاتبون عليه، لتجاهله لمطالبهم، بعد ان بنوا آمالهم عليه، لمعرفته بمعاناتهم والاهمال الذي تعرضت له المنطقة التي جاءت به وحملته الى سدة النيابة.
الوزير ‘المتهم’ عنوان جامع لعدد من الاوصاف اطلقت عليه، منها: ‘الوزير المحلل’، ‘وزير كبد’، ‘الوزير الرافض’ ‘وزير خدمات’، ‘الوزير المعارض’، ‘وزير شيلني وشيلك’، ‘وزير الفرعيات’ ومع ذلك شبهه الكاتب عبدالحميد البلالي بالرئيس السوداني عبدالرحمن سوار الذهب لنقائه والتزامه بالموقف الذي يتخذه وحب الناس له.
‘عود’ المواطنين على مخالفة الاجماع، فكما كان خارج التضامن الحكومي بالتصويت على مرسوم منح المرأة حق الترشيح والانتخاب، كذلك كان موقفا معاكسا للحكومة ولأعضائها، عندما وصفها بالقول من انها ‘اكثر الحكومات انسجاما’ على اثر استقالة وزير الاعلام سعد بن طفلة العجمي.
‘عاهد’ مناصريه وابناء منطقته بتسهيل معاملاتهم في الدوائر الرسمية والوزارات، واستخدم لذلك اوراق الوزارة الرسمية لمخاطبة تلك الجهات وكتبت الزميلة ‘الرأي العام’ في حلقات ثلاث وتحت عنوان ‘الاقرباء اولى بالمعروف ومعاملات ابناء دائرته اولا’ وقائع وخطابات، كانت مدار سوالف واحاديث الدواوين.