ألقى عليهم السلام وفاجأهم بحضوره، وهو من يحب المفاجآت، وبعدما اطمأن عليهم واستفسر عن مضمون الدورة التي خصصت للمذيعين، خرج مسرعا لتفقد أحوال وزارته، ثم طرح مسؤول الدورة على المشتركين السؤال التالي: كيف تعرف الشخصية التي أمامك، وبنتيجة الاستفتاء حصل على الاجابة التالية: شيعي مع الشيعة وسني مع السنة ورجعي مع الرجعيين وتقدمي مع التقدميين واسلامي مع الاسلاميين واخواني مع الاخوان!.
وجوده في ‘ملعب’ الاعلام أحيا المادة الصحفية في الصفحات الفنية وحرك فيها المياه الراكدة، وتحول النقص في المواد الى فائض، وصار لدى المحررين الفنيين ومسؤولي الصفحات الثقافية، مادة دسمة للضيف القادم الى الاعلام.
هويته السياسية تكاد تكون موزعة على جميع الاتجاهات، الا ان قلبه يخفق ‘للسلفية العلمية’ ويضعف أمامهم مستسلما دون أن يصل الى حدود المقاومة أو الرفض، فلهم عنده مكانة خاصة.
كثيرون كانوا يتساءلون، عن سر العصا التي يحملها اثناء حضوره أو مشاركته في المباراة الحساسة والمثيرة، هل هو تقليد عند كبار الرياضيين، أم اقتداء بشخصية خليجية ما؟ وعندما تقترب من اصدقائه يجيبونك عن السؤال، بأن حمله للعصا يعتبره نوعا من التفاؤل، أي أنها تطرد الخسارة والشر وتزرع في نفسه الخير والربح، وتبعد عنه المحاسبة.
لم يتركوه يستمتع بمنصبه الجديد كرئيس لمجلس ادارة الهيئة العامة للشباب والرياضة لأكثر من ثلاثة أشهر ليختاروه وزيرا للاعلام، ويبقى محتفظا بالمناصب التالية:
عضو اللجنة الاولمبية الدولية
رئيس المجلس الاولمبي الآسيوي
رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة اليد
رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم
دخل عالم الرياضة في منتصف الثمانينات عن طريق النادي العربي، كاداري وليس كلاعب حيث تولى منصب نائب الرئيس، ثم دخل في خلاف مع الرئاسة، طمعا في المنصب ووصلت أوضاع النادي الى طريق مسدود، الى ان جرى حل مجلس الادارة عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
بعد حل ادارة ‘العربي’ انتقل الى اتحاد كرة اليد ليتولى منصب نائب الرئيس ويدخل في مهاترات قيادية مع رئيس مجلس الادارة الى ان وقع الغزو المشؤوم عام 1990.
بعد استشهاد والده، رحمه الله، قام الرياضيون وقياديو الرياضة الكويتيون المتواجدون في الخارج باختياره ليتسلم قيادتها خلفا لوالده وتكريما له، ليحتل منصبا رفيعاِِِ وبالوراثة ويصل من هناك الى منصب الوزير.
هو ابن أبيه بالشكل والكرم وبالمواقف الرجولية، والده عسكري مستقيم الى حد تطبيق القاعدة الحسابية بحذافيرها والتي تقول 1 + 1 = 2، وعلى أي كان، أما هو، وان خدم كعسكري في الجيش لكنه مدني بأسلوب دبلوماسي، ويبقى الشيخ أحمد الفهد الاحمد الجابر الصباح صاحب المواقف الرجولية الذي لا يتنكر لاصحابه أبدا.
القريبون منه يتخوفون من ‘فشله’ في الاعلام لأن ما ينطبق على الحركة الرياضية ليس بالضرورة ان ينجح في ميدان العمل السياسي، واذا استطاع ان يحظى بمحبة الرياضيين وجميع الاطراف ولا يغضب أحدا فكيف له ان يمسك العصا من الوسط ويبقى على مسافة واحدة من القوى السياسية والقبلية؟.
شخصيته فذةِِ اذا هاجمته أو انتقدتهِِ حتى وان قسوت عليه بالنقد يبادلك العلاقة والاحترام السابقين بالدرجة نفسها، فهو متسامح مع خصومه وناقديه، وفنان بالتعامل مع الاعلام، كأجهزة وبشر المرئية منها والفضائية.
محاور يجيد الاستماع، يبقى منصتا لضيفه حتى وان طال حديثه وتشعب بالشرح وأفاض فيه، فعنده ‘فلتر’ خاص في رأسه يأخذ ما يريد ويرمي ما لا يحب.
أفضل من شخصه وأعطاه الوصف الدقيق، هو نفسه حيث يقول ‘سمعت ان احمد الفهد دكتاتوري وسمعت أن أحمد الفهد ديموقراطي زيادة عن اللزوم، ونحن نجسد الديموقراطية بمعناها الديموقراطي، وأي قرارات تصدر بالطريق الديموقراطي نجاحها مرهون بالتنفيذ ووجود الحزم، والحزم جزء من الدكتاتورية’.
كل شيء فيه رياضي، حتى مقابلاته الصحفية، قبل ان يصبح وزيرا، جريء في التعبير عن مواقفه، وكثيرا ما أثار الزوابع خلفه، دون ان يبالي، فهو من أتباع مدرسة ‘قل كلمتك وأمش’ِِِ شرط ان لا تحاسبوه على أقواله اليوم، فكل ما يطلبه ان تعطوه فرصة ستة أشهر!.