وجه من الاحداث ِِِِ الاعتذار بحجم الدور

  الكاتب:حمزة عليان

  المصدر: القبس الكويتية

  تاريخ نشر المقال:17/02/2001

كان الاعتقاد السائد أن من احتل منصبا قياديا في الدولة لن يتنازل عنه طوعا الى أن جاء من يقلب الآية من عاليها الى اسفلها.
إعتذاره ترك اسئلة بحجم دوره ولم تبارحه حتى اللحظة، فقد كان ‘محورا’ للأزمة ومفككا لها.
سجل مبادرة في تاريخ الكويت السياسي لم يسبقه اليها احد من قبل، فقد أعلنها ومن موقع الثقة بالنفس، صريحة وواضحة ‘لن أدخل منصبا وزاريا بعد الآن’ ومنذ تلك اللحظة بقيت الرسالة معلقة، الى ان استقرت عند ولي الامر، مباركا وقابلا للاعتذار.
مبادرته بطلب الاعفاء من أي منصب حكومي، وترشيحه لأحد أشقائه لمواقع في الحكومة المقبلة، كلاهما أثار التأييد والاعتراض، التأييد هو أن من حقه ان يرشح من يراه صالحا لحمل الأمانة والمسؤولية، والاعتراض أن التوزير لا يقبل التوريث.
شريك في الحكم وشريك في القرار، طيلة اكثر من ربع قرن، فهو أحد عناصر النظام الذي ينتمي اليه ويتشرف به ولهذا ضحى بشخصه، عندما استدعت الظروف، من اجل الوطن ومصلحة الكويت والنظام.
سالم ابن حاكم الكويت الراحل، المرحوم صباح السالم الصباح، الذي تأثر به وانتمى الى اسمه وعالمه وتكوينه ومزاجه النفسي، فهو مدين له بكل جوارحه وما يمتلك من مشاعر واحاسيس، وهو ان أردت تحديد شخصيته وهويته لن تجد غير منهج وتفكير المرحوم صباح السالمِ أي انه ابن أبيه.
رافق الحياة السياسية، بما تعني من مهام ومسؤولية مباشرة في الحكم، منذ عام 1975 وتولى الوزارة في 11 حكومة كويتية لغاية 1999، فهو كان وزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل في حكومات 1975 و1976 ووزيرا للدفاع في حكومات 1978 و1981 و1985 و1986، وكان وزيرا للداخلية في حكومة 1990 ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للخارجية في حكومة 1991 ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع في حكومة 1996 و1998 و1999.
اختير لمهمة انسانية ووطنية منذ عام 1992 كرئيس للجنة الوطنية لشؤون الاسرى والمفقودين، ومنذ ذلك الوقت وهو يجوب العالم حاملا همومهم، مبديا تعاونه حتى مع أي كائن من كان، من أجل اطلاق سراحهم، ولذلك قامت الدنيا عليه ولم تقعد عندما قال انه مستعد للذهاب على ركبتيه الى بغداد اذا اطلق العراق 10% من الاسرى.
موقعه في دائرة الأسرى، جعله عرضة للنقد واحيانا للتجريح، ومع ذلك فقد تقبل الاثنين، ليس فقط لايمانه بحرية التعبير والاختلاف بالرأي، بل لأن الرأي الآخر عنده مكمل لما يعتقده أو يفكر به.
أقام علاقات طيبة مع الصحافة والعاملين فيها ورؤساء تحريرها، ودخل ديارهم زائرا ومتفقدا وصديقا، حتى وان كان ‘الدفاع’ افضل وسائل الهجوم.
يؤرخ لولادته في الخامس عشر من شهر يونيو لعام 1938 وفي هذا العام دون بتاريخ الكويت انها انشأت أول مدرسة نظامية للبنات واعلنت تشكيل ثاني مجلس تشريعي واستبشرت خيرا بوجود كميات كبيرة من النفط في حقل برقان.
بعد ان انهى دراسته الثانوية بالشويخ عام 1955 أوفد الى انكلترا لدراسة الحقوق والانتساب الى عدد من الجامعات لتعلم البرامج الدبلوماسية ويعود الى الكويت ليتسلم مهام الادارة القانونية سنة 1961 في وزارة الخارجية.
عام 1965 يعود الى المملكة المتحدة ليمثل بلاده كسفير معتمد لديها ثم ينتقل الى واشنطن سنة 1971 ويمضي حوالي عشر سنوات في العمل الدبلوماسي لينتقل بعدها الى العمل الوزاري سنة 1975.
شجاع بالرأي، عاشق للعمل، محب للخير وللأسرة، هادئ الطباع، جمع في هواياته بين ركوب الخيل ولعبة الاسكواش والقيام بالصيد وسماع الموسيقى وقراءة الشعر وحفظه، وكرة القدم التي أعطاها اسم نادي السالمية.

الكويت - الوزراء / الصباح، سالم صباح السالم (راحل) - السيرة الذاتية

تعليقات

Facebook
Twitter

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *