وجه في الأحداث ِِِِ دبلوماسيِِ لكنه لا يتستر على أفكاره

  الكاتب:حمزة عليان

  المصدر: القبس الكويتية

  تاريخ نشر المقال:31/03/2001

أطربوه بكلمات المديح وعبارات الاطراء وأثنوا على دوره للتناغم الحاصل بينه وبين شيخ الدبلوماسية الكويتية، ‘بو ناصر’ وقالوا فيه كلاما اثناء موسم الحصاد وليست بعده.
ما ان وصل الى مدينة عمان وهي الاقرب الى فلسطين، حتى بادر برفع شعار اجاد التعبير عنه وتوجيهه من ان القضية الفلسطينية هي قضية الكويت الاولى، لانها افضل من يعرف معنى الاحتلال، ولذلك جاءت خطوة نبيل شعث في اليوم الثاني بلقاء مع ‘الدكتور’ في جلسة حوار ومصارحة امتدت لساعات متأخرة من الليل ليضع القرار في يد الكويت وفي الزمان والمكان اللذين يختارهما للبحث بعودة الدفء الى العلاقات المشتركة.
دخل معترك المواجهات الدبلوماسية والسياسية في اولى خطواته العملية بعد اختياره وزير دولة للشؤون الخارجية واثقا من نفسه ومن قدراته، واخذ موقع سلفه سليمان ماجد الشاهين الذي تراجع الى الصفوف الخلفية بعدما كان اسمه وصورته في قلب الحدث وعلى مدار عشرات السنين.
لم يمض علىه سوى ايام في موقعه الوزاري حتى قام بجولة اشبه ‘بالتعارف’ لدول مجلس التعاون الخليجي ثم اكملها بزيارة بعض الدول العربية وهي الدورة الاولى له في مجال التعاطي المباشر على مستوى اصحاب القرار السياسي مع الملف الكويتي وما يتعلق به.
من بعيد، وبشكل متقطع كان اسمه يطرح عندما توضع الاسماء للتداول في بورصة التوزيرِِ لكن في اللحظة التي طلب فيها الشيخ سالم صباح السالم اعفاءه من اي منصب وزاري في الحكومة الجديدة قال ‘اقترحت علي سمو ولي العهد اسم الشيخ الدكتور محمد صباح السالم او الشيخ بدر صباح السالم لعلمي بكفاءتهما’ وهكذا كان تعيينه للمرة الأولى لحمل حقيبة وزير الدولة للشؤون الخارجية.
في اشد اللحظات توترا بقي الدبلوماسي القادم الينا من العاصمة واشنطن واثق اللهجة مقتدر التعبير عن مواقف بلاده، دون خوف او وجل، يقدم افكاره مرتبة وبهدوء بعيدا عن اجواء الخطابة والشعارات.
للمتعاطين بالشأن السياسي، لغة يصوغونها حسب اجتهاداتهم لكن للدبلوماسيين صياغة مختلفة لذلك لم يكن عبثا ان يقال ان الله سبحانه وتعالى اعطى الدبلوماسي اللسان ليتستر على افكاره ومع هذا، جاهر الدكتور الشيخ محمد صباح السالم بأفكاره على المكشوف ودون اخفاء اي شيء عندما كان الحديث عما تريده الكويت من العراق.
الذين تسنى لهم العمل معه، يقولون عنه، انه شخص هادىء، يميل للعمل الجماعي، متواضع في علاقاته مع الآخرين، يفكر قبل ان يتخذ قرارا لكنه ثابت في موقفه لحظة الفعل، لا يتراجع تحت التهديد او المساومة، بل صادق القول والفعل، بسيط الى درجة يجعلك قريبا منه.
مع انه تعايش مع العقلية الاميركية منذ كان طالبا في جامعاتها وسفيرا لبلاده لمدة تزيد عن السبع سنوات، الا نه كان ضحية ‘إعلامها’ الذي اثار حوله ضجة واسعة عام 1994 بعدما التقى بوفد يهودي بالعاصمة واشنطن ودار بعد القاء خطابه حوار حول الديموقراطية فسر خطأ، وقوله ‘اذا اجتمع كويتيان فإنهما سيخرجان بأربعة آراء بدلا من ثلاثة، اي ان الكويتيين يتفوقون في هذه الناحية على اليهود’ ولم يعرف وقتها وبعدها ما اذا كانت تلك الاقوال طرفة ام مداعبة ام حقيقة.
دراسته الاكاديمية ومزاولته للتدريس في جامعة الكويت جعلته اقرب الى طبقة المثقفين والنخبة، الذين يشكلون دائرة علاقاته وتحركاته.
يسخر علمه وثقافته، لتبرير ما يقدم عليه او لتفسير اهدافه ومواقفه وافكاره، ويجيد الشرح لمستمعيه، بطريقة فلسفية محكمة، حتى ليبدو المشهد وكأنه يلقي درسا في الجامعة.
أكثر من سبع سنوات قضاها في العاصمة الاميركية كسفير، ومع ذلك لم ينقطع يوما عن متابعة اخبار الكويت الاجتماعية والسياسية فعنده الاجندة حاضرة لأحوال الناس ولقناعة لديه، بأنه لا يجوز الانقطاع عن الأهل بل يجب المحافظة على ابقاء الخطوط مشغولة ومفتوحة، ولذلك كان يحرص على قضاء النصف الأول من شهر رمضان في الديرة كل عام.
إذا دخلت معه في نقاش، ومهما وصلت حدته، تبقى هادئا ولا يثير فيك الانفعال، بقدر ما يثير فيك اسئلته الهادئة، عن درجة القرابة لفلان، حتى صار يعرف بأنه من الشغوفين بمعرفة النسب.
من أسرة كريمة ومن عائلة تمارس الحكم أبا عن جد، فوالده المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح كان اميرا وكذلك عمه المرحوم الشيخ عبدالله السالم حاكم الكويت من 1950 الى 1965 وخاله صاحب السمو الامير الشبخ جابر الاحمد الصباح واجداده من الجهتين كانوا حكاما للكويت.

 

الكويت - الوزراء / الصباح، محمد صباح السالم - السيرة الذاتية

تعليقات

Facebook
Twitter

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *